الرئيسية » النجاح وتطوير الذات » تغيّر أو مُت .. طبيعة التغيير والتطوير

 

 

تغيّر أو مُت . تقدم أو تقادم . إبتكر أو تبخر .

. Change or Die . Innovate or Evaporate

لم تعد هذه الكلمات مجرد اكليشيهات تملأ كتب البزنس وأفكار مدرائّها التنفيذيين الذين اقتنعوا أخيرا وبعد طول جدال بهذه الكلمات .. بل أصبحت حقيقة واقعة ترى وتلمس في حياتنا اليومية على مستوى الأفراد والمنظمات والدول والشعوب .

فنحن نرى التحولات الإجتماعية بل والسياسية التي صاحبت تطور تقنيات التواصل بين الناس .. والتي مست حياتنا اليومية . ورأينا شركات عظيمة قامت .. وأخرى كانت عظيمة إنتهت في فترات قصيرة بالرغم من عراقتها وقوتها المالية ونموذجها التجاري .. السابق .. الجامد الذي لم يتغير .

 التغيير لم يعد خياراً بل أصبح حتماً

الشئ الوحيد الثابت على الأرض هو : التغيير .

التغيير لم يعد خيارا بإمكان الشخص أو المنظمة أو الشعوب إختياره أو رفضه .. بل أصبح التغيير حتمياً .. بل وأصبح التغيير متسارعاً .. ودعني أقول لك أيضا أن تسارع التغيير أصبح متسارعاً .

فمثلا شركة قوية وعريقة كشركة نوكيا Nokia كانت تستحوذ على حصة 38٪ من سوق الهواتف المتحركة ( الجوالات ) في العالم .. السيدة بلامنازع في مجالها .. فجأة أصبحت تعيش على فتات الماضي بالرغم من كل قوتها المالية والتقنية والتسويقية .. لماذا ؟ لأنها فشلت في التنبؤ بالتغيير القادم .. وفشلت مرة أخرى في سرعة التفاعل مع التغيير الذي حصل .

رأينا كذلك شركة بلوكبستر Blockbuster  كأكبر شركة عملاقة في أمريكا تقدر قيمتها بـ 6 بلايين دولار في مجال تأجير أشرطة الفيديو .. تصبح أطلالاً وتعلن إفلاسها خلال أقل من 7 سنوات من ظهور شركة صغيرة في وقتها .. نيتفلكس Netflex .. بنموذج تجاري جديد يعتمد على الإنترنت والإشتراكات كرافد أساسي لمبيعاتها .. وأصبحت هي الآن تقدر قيمتها  بـ 7 بليون دولار .

في السابق مثلا كان المرء يحتاج إلي موافقة الرجل الوسيط كي يظهر على قناة إعلامية للإعلان أو للتسويق أو حتى لعرض رأيه وفكره .. أما الآن فقد أصبح لكل شخص إن أراد تلفزيونه الخاص به ( اليوتيوب – هذه قناتي إضغط هنا للإشتراك فيها )  يعبر عن طريقه عن رأيه وفكره كل مايريد التعبير عنه وأصبح يعبر عن رأيه عبر وسائل لم تكن موجودة كسرت إحتكار الكثير من شركات الإعلام والإعلان والوساطة والعلاقات العامة .. مواقع مثل : الفيسبوك  (حسابي هناك )  وتويتر ( إضغط هنا لمتابعتي هناك )  والسنابشات ( حسابي على السنابشات DarwishZahwan – وبنفس المعرف في جميع  مواقع التواصل الإجتماعي ) . أحدثت هذه الشركات تحولات تجارية ( أصبحت فيها الكثير من الشركات في مهب الريح .. وشركات أخرى .. بل أفراداً أصبحوا كالشركات ) .. ناهيك عن التحولات الواضحة على مستويات الأفراد والمجتمعات والدول على الصعيد الفكري والأخلاقي والسلوكي .. سواء سلبية كانت أو إيجابية .

ويبقى السؤال هنا : كيف تستفيد من كل ذلك ؟. ولماذا أحدثك عن ذلك ؟.

أولا لأنه ( التغيير ) فرصتك  وأداتك للمضي قدما نحو أهدافك وأحلامك .. بمشيئة الله تعالى .

ويكون ذلك بتبني المبدأ .. مبدأ التغيير والتطوير المستمر اللامنتهي على كافة الأصعدة .. العملية والشخصية  .. بحيث يكون الإنسان جاهزا وفي أفضل حالاته عند حدوث التغيير هذا إن لم يكن هو صانعاً له .

لم يعد الآن الأكبر أو الأقوى هو الأكثر إحتمالاً للفوز بل أصبح الأكثر سرعة والأكثر مرونة وقدرة على التحول هو الأقدر على الفوز .

التغيير أصبح فرصة ولم يعد تهديداً .. إلا لمن يعتبره كذلك .. ويتنظر أن يشاهد ماالذي سيحدث بدلا من أن يقوم هو بمبادرة التغيير .

فكما قال أحدهم : الناس بين ثلاثة : صانع للحدث وأخر متابع له وأخر مستغرب له .

وهنا إجابة السؤال أعلاه : لأن قيمة الإنسان فيما يحسن .. وفي عالم اليوم قيمة الإنسان فيما يمتلكه من مهارات ومعارف تساعده على تبوأ المكانة العملية والشخصية التي يريدها ويأمل في بلوغها .. وهذه العملية .. عملية إكتساب المعارف والمهارات هي باختصار عمليات تغيير تحتاج إلى   قرار  ورغبة وإرادة وإدارة .

   

  لماذا يرفض البعض التغيير ؟.

 الخوف

أولاً ببساطة بسبب الخوف .. وهناك أنواع منه .. كالخوف من الفشل .. ماذا لو تغيرت ثم فشلت في إحداث ماأريد .

والخوف من الرفض أيضا ..  ماذا لو لم يتقبل الآخرون من حولي ( الأصدقاء والزملاء ) هذا التغير ( النجاح ) وخسرتهم ؟.

 والخوف أيضا من النجاح .. ماذا لو نجحت ولم أستطع التأقلم أو التعاطي مع النجاح ؟.

دوائر الراحة 

هناك أنظمة في عقل الإنسان مصممة من الله تعالي لمساعدة الإنسان علي ترشيد استهلاك طاقة العقل من موارد ومن تركيز وجهد على عمليات تتكرر باستمرار .. مثال على ذلك : قيادة السيارة .. عندما يبدأ الإنسان بتعلم القيادة يكون واعياً ومركزا بكل حركة يقوم بها .. ولكن بعد فترة من الممارسة تصبح معظم هذه العملية آلية . تبرمج عليها العقل .

ولكن هذه المسألة تنطبق علي كل شئ آخر تقريباً . من الحالة الصحية والبدنية للإنسان إلى الوضع المالي والعملي .. بل وحتى حياة الإنسان الشخصية .. فتصبح وظيفة هذا الجزء من العقل هي إخافتك وتحذيرك وعدم مساعدتك علي التغيير خوفاً عليك من التغيير .. ومن هنا يأتي الخوف من المجهول الذي يُقعد الكثيرين .

أين يحدث التغيير

يحدث التغيير أولا في العقل .. وتحديدا في وجهة النظر . فبالتالي هو يحدث في لحظة .

من تلك المخاوف المتعلقة بالتغيير والتطوير لدى البعض هي أنه يظن أنها عملية معقدة صعبة .. وربما أحياناً تكون كذلك .. ويظن أنه لن يقطف ثمارها أو يشعر بها إلا بعد مرور الزمن اللازم لترسيخ هذا التغيير الجديد في حياته .. وهذه الرحلة في نظره .. رحلة الألم البعيدة .. هي مايبقي البعض راضيا بوضعه وإن لم يكن يسره ويسعده .. ويحرم نفسه من فرص الترقي والصعود والتقدم في الحياة وأن كان يرغب بذلك بل وربما وإن كان جاهزاً مؤهلاً لذلك بما يملكه من مواهب وقدرات ظلت حبيسة العلب لسنين طويلة .. وكل ذلك لأنه يجهل طبيعة عملية التغيير والتطوير .. وربما لو ذاقها مرة لكانت له البلسم .. بل وحتى كانت له الديدن الذي لن ينفك مابقي .

ولكن التغيير يحدث في لحظة .. لحظة رؤية شئ ما تقتنع به .. لحظة رؤية أهمية وإمكانية تحقيق هذا التغيير ومايحمله لك من مردود في حياتك العملية والشخصية .. أو لحظة ألم عنيفة توظفها توظيفاً إيجابياً بقرار التغيير ..  في تلك اللحظة .. بدأت رحلة التغيير فعلاً .. وبقي فقط إتخاذ الخطوات اللازمة لصناعة تثبيت هذا التغيير في العقل وفي واقع حياتك اليومية .

الآن .. ماذا عنك ؟.

أخبرني في التعليقات أولاً عن أهم التغييرات التي تريد إحداثها في حياتك .. فربما تكون موضوع مقالة قادمة أو كورس قادم يساعدك بمشيئة الله في إحداثه .

أخبرني عن تجاربك وأفكارك أو حتى محاولاتك في إحداث تغييرات سابقة في حياتك .

موفق .


كورس : كيف تغير أي شئ في حياتك بمشيئة الله 

هذا الكورس قد يكون من أفضل أدواتك لتحقيق التغيير الذي لطالما أردته حيث يتعامل أولاً مع مصدر ومكان العادات وهو العقل فيبدأ التغيير من هناك ممتداً للسلوك وإنتهاء بواقع حياتك حيث يجب أن ترى نتيجة ذلك التغيير بمشيئة الله .


error:

Pin It on Pinterest

Share This