تخيل أن أحدهم يقول لك عن موضوع ما : أنت المسؤول مسؤولية مباشرة وكاملة !

كيف أشعرتك الجملة أعلاه ؟ .. في أقوى الحالات : رهبة شديدة .. وفي أدناها عدم إرتياح . 

وهذا الشعور الخاطئ الذي تبرمجنا عليه خلال حياتنا من المؤثرات الخارجية هو مايحرمنا من إحدى أهم وأفضل وأسرع إن لم تكن أيضاً الطريقة الوحيدة … نحو النجاح .

والحقيقة هي أن معرفة وتبني مفهوم تحمل المسؤولية الكاملة عن حياتنا قد يصنع الفرق بين حياة ملؤها الإنجاز والإستمتاع به وبين حياة ملؤها العجز والكسل والإخفاق مع مايصاحبها من مشاعر ألم وندم وحسرة والعياذ بالله من كل ذلك . 

   ماذا يعني أن تتحمل المسؤولية الكاملة عن حياتك

يعني أن تحرق كل زوارقك . كل .. زوارقك .

يعني أن تحرق كل شماعاتك التي تعلق عليها أي شئ لايعجبك في حياتك .. مرة أخرى : أي شئ لايعجبك في حياتك . 

يعني أن تقول أنا هنا بسبب قراراتي وأفعالي الأمس .. وإن كنت أريد الذهاب إلى هناك فذلك سيكون بسبب قراراتي وأفعالي اليوم بمشيئة الله وتوفيقه وفضله . 

يعني أن تتخلص ذهنياً من فكرة أن هناك أحداً ما أو شيئاً ما قد يحدث ذلك يغير مابك دون أن تغير أنت مابنفسك من فكر وقول وعمل . 

يعني أن تتخلص من فكرة خبطة الحظ دون عمل .

يعني أن تتخلص من فكرة الإختصار المخل في الحياة دون صبر أو جهد وعمل . 

ويعني في حالته المثالية أن تتحمل أنت مسؤولية كل شئ في حياتك سواء كنت أنت سببه أم لا .

والآن أطلب منك التالي : 

تخيل معي للحظة أنك لاتلوم أي أحد أو أي شيئ عن أي شئ في حياتك . بماذا شعرت ؟. 

معظم الناس سيشعر بالمجهول وربما بالخواء الداخلي … خاصة لمن احترف صناعة الأعذار ولوم الأحداث والأخرين . وأنا هنا لن أطبطب على هذا الشخص المحترف لصناعة الأعذار التي تجعله مختبئاً خلف ستار من الوهم صنعه بنفسه لنفسه لأنه أولاً أصبح فعلاً محترف لهذه العادة السلبية وسلوكياتها المتعددة النابعة منها .. و ثانياً .. لأنها أصبحت هويته وسيشعر بالخوف الشديد إن حاول مسها بأي شكل . 

أنا هنا أتحدث مع ومن أجل كل شخص آخر . 

 ماذا سيحدث إن تبنيت مفهوم تحمل المسؤولية الكاملة عن حياتك بمشيئة الله : 

في اللحظة التي تقرر فيها تحمل مسؤولية كل شئ في حياتك سواء كنت أنت سببه أم لا فإنك سترى الحقيقة .

وستتحول من العاطفية الذاتية غير الموضوعية في التعاطي مع الأحداث والأشياء والأشخاص في حياتك … إلى الموضوعية : أن تراها (إلى حد كبير) كما هي فتصفها كما هي وتتعاطى معها كما هي .. وهنا أنت تفعّل كل مواردك ومواهبك التي قد تكون ضامرة لتعمل لصالحك في تغيير هذا الشيئ إن شئت . 

في اللحظة التي تقرر فيها تحمل مسؤولية كل شئ في حياتك سواء كنت أنت سببه أم لا فإنك تحرر نفسك . من ماذا ؟ 

من سطوة الظروف والأحداث والآخرين عليك .. وتتحرك نحو امتلاك زمامها بيدك بحول الله وتبدأ عملية تأثيرك أنت في الظروف والأحداث والآخرين في حياتك .

عندما تعتنق ذلك وتقرر أنك وحدك المسؤول عن حياتك سلباً أو إيجاباً .. وأنه إن كان سيكون هناك تغيير إيجابي في حياتك فإنه سيكون بيدك أنت .. وأنه لايد غير يد الله ثم يدك تعمل في حياتك لخيرك وأن كل يد أخرى تأتي بعد يد الله ويدك … فإنك تبدأ وقتها في التحرك للأمام .. نحو نحت وصناعة حياتك كما تريد أنت بإذن الله .. عندها تتحرك لتكون فاعلاً في حياتك بدلاً من أن تكون مفعولاً به . 

 رحلة الإنتقال من عدم تحمل المسؤولية إلى تحمل المسؤولية الكاملة عن حياتك : كيف تتحمل مسؤولية حياتك :  

  أولاً كقاعدة : إن أردت أن تعرف كيف تصل إلى هناك (أهدافك) يجب أن تعرف أولاً أين أنت .. كيف تعرف مستواك الحالي في تحمل مسؤولية حياتك :  

راقب أفكارك . 

 الأفكار هي منبع المشاعر والأفعال . ومستواها يحدد مستوى كل شئ في حياتك بمشيئة الله . 

 الأفكار أشبه ماتكون بالبرنامج العقلي الذي منه ينطلق كل شئ . ومستواه يحدد مستوى الإستفادة من جميع موارد الإنسان وملكاته وإمكاناته ومهاراته . 

 المشكلة الأكبر هي أن معظم الناس يفكر بطريقة الرجل الآلي .. تتكون لديه عادات عقلية (مستوى التفكير) كيفما اتفق من تجاربه السابقة ومستوى معرفته والمؤثرات الخارجية فيه ثم تعمل هذه العادات (التفكيرية) تحت رادار تحكمه وسيطرته .. بل وتحت مستوى إدراكه وعلمه في كثير من الأحيان . 

 وهذه الأفكار تحكم وتحدد كل شئ في حياة الإنسان بما في ذلك مستوى تحمله لمسؤولية حياته وإمساكه بزمامها . 

 ولمعرفة مستوى تحملك لمسؤولية حياتك وبالتالي إمساكك بزمام حياتك نبدأ بالعملية الأولى وهي : ملاحظة الأفكار .. لمعرفة مستواها . ومن ثم تغييرها . 

راقب ألفاظك . 

فإن وجدت عبارات التذمر والسوداوية وتحميل الآخرين ما أنت فيه ، أيا كان هؤلاء الآخرون ، فذلك يحدد لك مستوى تحملك لمسؤولية حياتك . 

حلل علاقاتك . محيطك ، زملاؤك ، أصدقاؤك : 

هل هم سلبيون شكاكون سوداويون ساخرون متهكمون معيقون لكل عملية تقدم من حولهم وأنت ممن يعيقون تقدمه . 

هذاه العامل : محيطك ، زملاؤك ، أصدقاؤك .. هو العامل الأخطر في حياتك على الإطلاق وأهم وأخطر وأكثر تأثيراً من كل عامل آخر … وتذكر هذه الحقيقة البسيطة : لن تكون أكثر من متوسط أكثر 5 أشخاص في حياتك . في جميع نواحي حياتك : الخاصة والعملية والمالية وحتى الأسرية … دائرة علاقات الإنسان الأقرب له هي أشبه ماتكون بالسحر . 

توقف كثيراً هنا .. وحلل وتابع وراقب واعمل على أن تنظر لعلاقاتك هذه بموضوعية وصدق .. وسترى أنك هم . 

إذن : وبعد أن عرفت أين أنت : مستوى تفكيرك ونوعيته ومستوى ألفاظك ونوعيتها ومستوى علاقاتك ونوعيتها . إعمل على : 

تغيير مستوى أفكارك لتكون إيجابية تفاؤلية بناءة . *ضع هنا منتجك* . 

غير ألفاظك لتكون مسؤولة (الغ تماماً كل ألفاظ التشاؤم والسوداوية والسلبية وإعاقة الذات وأدخل الألفاظ البناءة المتفائلة المسؤولة المحفزة لك ) . 

ونعم ، وهنا قد يكون أصعب ولكنه في الوقت نفسه أخطر وأهم عنصر لديك وهو فحص وترقية مستوى علاقاتك . 

 ركز على دائرة تأثيرك : 

هناك مايسمى بدائرة الإهتمامات لدى الإنسان وهي : كل ماتصرف فيه وقتك ومواردك وانتباهك . 

في هذه الدائرة قد تجد ، وفي الغالب ستجد ، اهتمامات كثيرة متنوعة ، بمستويات مختلفة من اهتمامك بها على صعيد ماتنفقه عليها من وقت وطاقة وموارد أيضاً في تلك الإهتمامات . 

ولو فحصتها بشكل أفضل ستجد أيضا أنها تحتوي على اهتمامات لاتستطيع أن تؤثر فيها بشكل مباشر ، وأنها قد تكون استغرقت وتستغرق حجماً كبيراً منك .. من طاقتك ومواردك ومزاجك ومن عمرك (وقتك) … دون أن يكون لها أي عائد على حياتك .. بل ربما أكسبتك هماً وغماً لعدم قدرتك على التأثير المباشر فيها والعياذ بالله . 

وستجد في هذه الدائرة أشياء واهتمامات يمكنك أن تؤثر فيها بشكل مباشر .. وهذه الدائرة هي الدائرة الأهم في حياتك وهي تسمى بـ دائرة التأثير . 

دورك هو تحديد هذه الإهتمامات المهمة التي لها عائد مباشر في حياتك ويمكنك التأثير فيها …ثم تقضي أهم أوقاتك وانتباهك وطاقتك ومواردك في العمل عليها لتغييرها للأفضل . 

وفي قلب هذه الدائرة دائماً : مستوى تفكيرك ، وسلوكياتك ، ومهاراتك ، ومعارفك . 

وهنا أيضا تكون قد بدأت في التأثير المباشر في حياتك والذي سترى ثمراته قريباً بمشيئة الله .

 بناء عادة : المبادرة المسؤولية Be Proactive : 

في عام 1989 ظهر كتاب مهم أصبح أحد أكثر الكتب مبيعاً في المائة عام الأخيرة وهو كتاب : العادات السبع للناس الأكثر فعالية . لكاتبه : ستيڤن كوڤي . 

كانت العادة الأولى في هذا الكتاب هي عادة : Be Proactive . ولأن الكلمة نفسها كانت حديثة على اللغة الإنقليزية نفسها فإن ترجمتها كانت بلا شك قاصرة . وقد تمت ترجمتها باللغة العربية إلى جملة : كن مبادراً . وهذه الترجمة نصف الحقيقة . 

فمعنى هذه الكلمة Be Proactive تجمع معنين مهمين هما : كن متحملاً مسؤولية حياتك وكن مبادراً بناء على ذلك ، ولبناء هذه العادة المهمة تحمل مسؤولية حياتك بالكامل وتعلم المبادرة وفق ماترتئيه بناء على ذلك وبالممارسة المستمرة تبني هذه العادة العظيمة بمشيئة الله . 

   من يمسك بخيوط حياتك : اجعلها في يدك : 

هناك مايسمى بمركز التحكم Locus Of Control لدى الإنسان . 

وهو إما أن يكون خارجك ( أي أن يكون المتحكم فيك ليس أنت بل هو شئ في الخارج من حولك ) وإما أن يكون داخلك (وهذا يعني أنك أنت المتحكم الأول في حياتك ) . 

ماهو المعيار الذي يحكم وجود هذا المركز في الداخل أم الخارج : 

إن كان الإنسان يعزو كل شئ في حياته على الآخرين أو الظروف أو المكان أو الزمان أو الحظ أو أي شئ آخر .. فمركز التحكم لديه في الخارج .. تصبح هذه الأشياء هي المتحكم الأول في حياته . 

وإن كان يؤمن ويعمل ويقول : أنا هنا اليوم بسبب قراراتي وأفعالي بالأمس وسأكون بمشيئة الله هناك غداً بسبب قراراتي وأفعالي اليوم . فمركز التحكم لديك داخلك . أنت المهيمن والمسيطر عليه . 

وهنا يتحول مركز التحكم لديك للداخل بدلاً من الخارج . وهنا أيضا بمشيئة الله تكون عملية التحول . 

 إبدأ ممارسة عادة جديدة : 

ارسطو يقول أن التفوق هو عادة . 

علماء السلوك يقررون أن أكثر من 90٪ من سلوك الإنسان اليومي هو عبارة عن عادة .. وأن أكثر من 40٪ مما يظنه قرارات هي في الحقيقة أيضاً عادات . لذلك فالعادات عندما تدخل حياة الإنسان تقلبها رأساً على عقب .. للأفضل أو للأسوأ . 

وهناك مايسمى بعادات حجر الزاوية لأنها عادات تبني حياة الإنسان بشكل مذهل وترقيها وترقيه للمعالي بحول الله .. ومن هذه العادات : *ضع منتج العادات هنا* 

الرياضة . 

القراءة . 

للتعلم أكثر عن كيفية

العادات السبع للناس الأكثر فعالية

 

 

 حدد هدفاً صغيراً واعمل عليه . حقق انتصارات واصنع زخم النجاح : 

أنت وأنا نحتاج دوماً إلى بوصلة ، إلى هدف ، يأخذنا للمستقبل ، نركز عليه مواردنا وانتباهنا وطاقتنا ومواهبنا .. ويأخذنا من سطوة الظروف والعادات الحالية إن كانت سيئة . 

حدد هدفاً واجعله صغيراً جداً إن شئت ، اجعله بالضبط كالتالي : أصعب وأعلى من مستواك الحالي ولكن تعلم أنك إن وضعت تركيزك وجهدك ستحققه بمشيئة الله … الهدف هنا ليس الهدف نفسه ولكن الثقة التي يبنيها تحقيق الهدف فينا …. والزخم الذي يصنعه في حياتنا للأفضل بحول الله . 

 بداية التحول العظيم في حياتك بمشيئة الله  : 

 فإن تفعّل نظام من أهم الأنظمة في حياة الإنسان وهو نظام . 

 نظام R.A.S في العقل :  

عندما تبدأ وتنجح بحول الله في تحقيق الخطوات أعلاه يحدث شئ آخر غريب جميل وهو أن عقلك يتحول ليصبح راداراً في محيطك يبحث عن كل مايجعل حياتك أفضل . 

هناك نظام في العقل يسمى اختصاراً R.A.S وهو اختصار لـ Reticular Activating System . لايهم أن تعرف حتى قراءة هذه المصطلحات ، لأني أضعها هنا من أجل من يريدون الإستزادة ، وفحوى هذا النظام هو أنه يجعل عقلك تماماً كربوتوتات أفلام الخيال العلمي ، سيجعل عقلك يعمل على البحث في محيطك وفي داخلك عن كل فرصة ومورد يساعدك في تحقيق ماتريد بحول الله ، وبتحديد أولوياتك (اهتماماتك الجديدة المبنية على ماتقرره أنت أنه في صالحك) وأهدافك يبدأ هذا النظام الهائل القدرة في العمل لتحقيق ذلك بمشيئة الله . 

وأخيراً :

فقد وضعت لك فيما تقدم بذور فرص تقدم مؤثرة وهائلة في حياتك إن اعتنقتها وعملت بها . 

أنا هنا أشعر أني قد أديت ما علي .. فهل ستؤدي أنت ماعليك .. هل ستتحمل مسؤولية حياتك وتعمل على أن تكون هذه الكلمات أعلاه بداية نقطة تحول هائلة في حياتك أنت تقودها وأنت تصنعها مستعيناً بالله … أم ستكون كأي شئ آخر يمر عليك ولم تستطع عيناك وعقلك إدراك مدى قيمتها .. أرجو أن تكون الأول . وتذكر أن الإنسان عندما يقرر فعلاً ويلتزم حقاً فإن شيئاً غريباً عظيماً يحدث … يشعر الإنسان ويرى وكأن الكون كله يعيد ترتيب نفسه لتحقيق مايريد .

قرر . توكل على الله واستعن به . وابدأ . 

كل التوفيق لك . 

error:

Pin It on Pinterest

Share This