لولا المشقة ساد الناس كلهم … صدر بيت من قصيدة عربي قديم وقديمة تصف حقيقة من حقائق الحياة الكبرى …..والتي لايريد معظم الناس رؤيتها أو الإقرار بها ناهيك عن حبها واعتناقها والعمل بها ! .

بطلنا الأول محمد علي كلاي رحمه الله وهو بالمناسبة من ملهمي بطلنا الآخر : آرنولد شوارزينقر .

محمد علي كلاي رحمه الله كان أكثر من ملاكم ، وكان أكبر من الملاكمة بأسرها .

كان رحمه الله قدوة ، كان نقطة تحول وتغيير مؤثرة ليس في جيله ووقته فقط بل في الأجيال التي تلته وحتى الآن ، وليس في بلده وأمته فقط بل في العالم بأسره .

كانت شخصيته أكبر من الحياة ، كما يحب أن يصف الغربيون الشخص الفريد ، وكان رحمه الله حقاً كذلك .

إنما نلمس في هذه الكلمات الجانب الذي نقصده من معنى ألم العمل وثمن النجاح ، وكان بحق المثال الأحق بالذكر في ذلك هنا ، لأن الملاكمة في حد ذاتها أكثر من كافية لتكون ممثلاً لألم العمل …وثمن النجاح ، إنما أيضاً التدريب على الملاكمة ودفع ثمن النجاح فيها كان أيضاً كله عمل وألم .. ممزوج كما كان يفعل رحمه الله …بالأمل .

يقول رحمه الله :

لطالماً شعرت بألم التمرين وتعبه ولكني كنت أقول لنفسي في كل مرة … : محمد ….إتعب الآن وعش بقية حياتك بطلاً ! .

هذه الكلمات أعلاه عزيزي القارئ / عزيزتي القارئة وصفة عظيمة من بطل عظيم لعيش حياة عظيمة بحول الله ! ..وأرجو ألا تمر مرور السراب على وعيك وفلسفة حياتك .

وبطلنا الآخر في قصة اليوم وعبرته ودرسه هو : آرنولد شوارزينقر .

ممثل أفلام الآكشن الأمريكية المعروف مثل سلسلة أفلام : ترمنيتور Terminator ..وغيرها كثير .

آرنولد كان ممثل شباك رقم#1 لأكثر من مرة …كان من أعلى الممثلين أجراً في هوليوود على الإطلاق .

وكان قبل ذلك مستر أولمبيا لسنين عديدة ، وهي أعلى جائزة في لعبة كمال الأجسام ، ويعتبر أيقونتها الخالدة .

وكان بعد ذلك حاكم ولاية كاليفورنيا الغنية في أمريكا والتي تعتبر لوحدها رابع إقتصاد في العالم ! .

ولعل السؤال الذي يتبادر إلى ذهن أي قارئ هو : كيف إستطاع فعل كل ذلك ؟ كيف استطاع جمع المتناقضات ؟ كيف استطاع النجاح في أشياء كثيرة ليست متقاطعة بل من عوالم متعددة ؟! من الرياضة إلى الفن إلى السياسة ! .

بينما وجدت عدة أسباب للنجاح في شخصيته وفي قناعاته وفي فلسفته الشخصية ، سأشاركك اليوم هنا مايتعلق بموضوع هذه الكلمات ، وهو مهم جداً وأساسي .

يقول آرنولد ( بتصرف مني في السرد والتعليق ) :

عندما كنا نتمرن في الجيم (الصالة الرياضية) كان الكل يبدو ممتعضاً عابساً وهو يتمرن ( من ألم التمرين وعرقه والجهد الرهيب الذي يبذل فيه ، وهذا طبيعي ومنطقي بالطبع ) ، يكمل آرنولد : إلا أنا ، فبالرغم من أني أتمرن بجهد ومشقة شديدتين إلا أني كنت أبتسم وفي حالة فرح مستمرة ، حتى وأنا أرفع أثقل الأوزان وأشعر بأقسى الآلام …وكان هذا يثير جنون الموجودين في الصالة ؟! … لماذا ياآرنولد …يقول آرنولد : لأن كل عدّة ( مجموعة تمرين ) بالرغم من ألمها ، تقربني من الجائزة ! . 

كانت عينا آرنولد وعقله وقلبه معلقة جميعها بالجائزة .. بالهدف …وكان كذلك دائماً وفي كل أمر أو مجال يخوضه . كان يرى ألم العمل وإن كان قاسياً ، مجرد خطوة ، تقربه من الجائزة ….تقربه من النجاح .

وهنا أضيف كفائدة إضافية عزيزي القارئ / عزيزتي القارئة ..مقولة ذكرها آرنولد عن بطلنا الأول محمد رحمه الله حيث كان صديقه أيضاً ، يقول آرنولد :

سأل أحد الصحفيين الرياضيين محمد علي كلاي عن عدد تكرارات تمارين البطن ؟ فأجاب محمد : في الحقيقة أنا لا أعدها إلا بعدما أشعر بالألم ! …. أي لايعد كم مرة كرر تمرين البطن إلا بعد مايبدأ شعوره بالألم .

هذه هي العلاقة المثلى بألم العمل عزيزي القارئ / عزيزتي القارئة ، حيث تمزجه بالأمل ، فيصبحا قرينين يقلل أحدهما مرارة الآخر ويحيله شهداً مذاباً وانتصاراً شخصياً واعتزازاً ذاتياً ….مع القطوف الدانية الشهية التي يدنيها لك النجاح في أي أمر .. بمشيئة الله وفضله .. واحذر أن تقع في فخ من يحاول إقناعك أنه ليس هناك نحل دون العسل .. وأنه من الممكن تحقيق المعالي مع القعود .. وتحقيق الوصول دون المسير .. فسيظل الأسل مابقينا .. يقع على أرباب الكسل … شمّر .. وستستمتع . . بإذن الله

 

@darwishzahwan

‏دائماً انظر للجائزة !#تطوير_الذات#النجاح#درويش_زهوان

♬ original sound – درويش زهوان Darwish Zahwan

 

  • ملاحظة : إنضم لقائمتي البريدية أدناه (إن لم تكن قد فعلت سابقاً ) واحصل مجاناً على فيديوهات ومقالات كهذه … كذلك تابعني على قنوات التواصل الإجتماعي للحصول على محتوى مشابه .. كما تستطيع التعليق أو الإقتراح على المحتوى تحت الصندوق أدناه .
error:

Pin It on Pinterest

Share This