الرئيسية » ريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة » المالية » أهمية الأرباح في العمل التجاري

قد تتعجب ولكنها الحقيقة فهناك من يبدأ عمله التجاري بهذه العقلية الخيالية التفاؤلية ( الخاطئة وفي غير محلها ) عن الحياة والأعمال التجارية .. فيبدأ عمله دون وضوح الصورة عن كيف سيحقق المبيعات ويستخلص الأرباح منها .

لذلك كانت هذه التدوينة كي لاتقع أنت ضحية هذا التفكير الرَّغبي ( من رغبة ) الخاطئ .

الأرباح هي عنوان اللعبة في الأعمال التجارية

إن كنت تريد التوقف عن القراءة وتستخلص درس هذه التدوينة فهو كما رأيت أعلاه : الأرباح هي عنوان لعبة الأعمال التجارية .. والعمل الذي لاتكون الأرباح هي لغته وعنوانه فهو في الحقيقة ليس عملاً تجارياً .

وظيفة الأرباح :

  • الأرباح هي من يمكنك ويمكن عملك التجاري من النمو والتوسع والزيادة في المبيعات وبالتالي في الأرباح أيضا.
  • الأرباح هي من يمكنك من استقطاب المزيد من النجوم ليعملوا معك في العمل التجاري وبالتالي تتمكن .. مرة أخرى .. من تحقيق النمو والتوسع الذي هو أحد أهم أهداف الأعمال التجارية إجمالا .

 

 

الأرباح هي علامة نجاح العمل التجاري .. وعلامة نجاح فكرته وعلامة نجاح إدارته أيضاً .

لكن لماذا قد يبدأ أحدهم عمله التجاري بهذه الطريقة ؟. للأسباب التالية وغيرها .. بعضها قد يبدو مألوفاً وبعضها الآخر قد يبدو غريباً .. إبقٓ معي :

  • بسبب النبل غير المنطقي .. فالبعض يخلط بين العمل التجاري وبين الأعمال الخيرية غير الربحية سواء بشكل واعي أو بشكل غير واعي . ( بلاشك تستطيع أن تجعل من العمل التجاري عملاً يدعم الأعمال الخيرية بشكل كامل ولكن فقط إذا كان يحقق الأرباح .. فكل النوايا الخيرة في العالم لن تجعل من عمل تجاري غير ربحي عملاً يدوم وينمو ويزدهر .. إلا ماشاء الله .. فإذا الأرباح أولاً .. وهذا لايعني بالطبع أن تبدأ عملك التجاري بعقلية المرتزقة .
  • الوقوع في غرام الفكرة وربطها في وعي الإنسان بهويته وشخصيته وتماماً كما يفعل الحب الذي يُعمي ويُصم عن العيوب وإحتمالات الخطأ .. لكنها هنا للأسف تعتبر وصفة هلاك للعمل التجاري .. العمل التجاري الذي لايكون ديدنه الموضوعية والأرقام سيكون مصيره الفشل لاقدر الله وفي أحسن الأحوال يكون عملاَ صغيراً جداً .. بل متناهي الصغر كما يقال .. إلا ماشاء الله .
  • لأن فكرة الربحية ترتبط في لاوعيه بشكل أو بآخر بفكرة المال القذر . . قد تستغرب عزيزي القارئ إن وجدت مثل هذه العينة .. ولكن صدقني موجودة .. وقد كنت شخصياً أحد ضحايا هذا التفكير .. والقصة هي حين افتتحت أول عمل تجاري لي .. وقد كان بتوفيق الله عملاً موفقاً جداً وكانت المبيعات عدة الآف في اليوم الواحد وكان هامش الربح الإجمالي ( صافي الربح ) ( * سأتحدث بالتفصيل ربما لاحقاً عن هذه الأوصاف والمسميات المالية والتي تسمى بالقوائم المالية Financial Statements ) يبلغ حوالي 20٪ بل ويزيد .. لكن في قرارة نفسي لم أكن أحب المال وإدارته وإثباته لأنني كنت مرتبطاً بمفهوم الزهد ( الخاطئ ) حيث أنني كنت أقرأ وأتابع أحد ( العلماء ) مع مجموعة كبيرة منهم من السلف والخلف وكان الزهد في الدنيا هو الديدن وتحقير الدنيا ومافيها الخ المفهوم  الخاطئ المعروف .. حتى نضجت في سنوات لاحقة فكرياً ودينياً بحمد الله .. الجميل الصادم في الموضوع أن هذا الشيخ (الزاهد ) سُئل ذات مرة عن قصره ( نعم قصر ) وهذا هو الطبيعي وليس عكسه .. فجعل يؤكد أنه كلفه عدة ملايين من الريالات .. الزبدة : ضاعت علي كم سنة .. وعشرات إن لم يكن مئات الآلاف من الريالات .. والتي كان من ضمنها حوالي السبعين ألف ريال ثبت لي سرقتها من أحدهم . لاتجعل ذلك يحدث لك .
  • بسبب شيوع فكرة الفريميم ثم البريميم في عالم ريادة الأعمال حتى وإن لم تكن ملائمة لنوعية عمله التجاري .
  • لم يقم بالتأكد من صحة الفكرة التي أقام عليها عمله التجاري ووجود المشتري المحتمل لها ولم يقم بعمل البحث اللازم قبل أن يبدأ عمله التجاري .
  • ماالحل ؟.
    • يجب أن تعلم وتعمل على أساس أن الربح هو العنوان .
    • وتذكر أنك بعد أن تحقق المال والربحية .. فلك مطلق الحرية في أن تتصرف في مالك كيف تشاء .. ولكن ليس قبل ذلك .

ابنِ كل شئ في عملك التجاري على أساس فكرة : المبيعات .. والأرباح .

الربح يعني النمو .. يعني التوسع .. يعني المزيد .

قد تستطيع الصبر على العمل التجاري لفترة الإطلاق الأولى مثلا لمدد تتراوح بين الشهرين والأربعة الأشهر ( يعتمد على المخزون النقدي لديك ) .. ولكن في النهاية مالم تكن هناك مبيعات وأرباح ونقد .. فعاجلاً أو آجلاً لن يكون هناك عمل تجاري أصلا .. لاقدر الله .

ماهي الأرباح وكيف يمكن حسابها ؟ .

الأرباح : هي مايتبقى من المبيعات بعد كل المصروفات .

الأرباح ليست المبيعات . قد تحقق مبيعات جيدة ولكن قد لاتحقق أرباح تذكر . نعم .

الأرباح ليست النقد . قد تكون أرباحك عالية ولكن سوء إدارة التدفقات النقدية ( الكاش – السيولة ) يؤدي إلى موت العمل التجاري . حيث أن النقد يعتبر هواء وماء ووقود العمل التجاري .. وبالمناسبة أغلب الأعمال التجارية تسقط بسبب هذه المسألة ( سوء إدارة التدفقات النقدية ) أكثر من أي سبب آخر .. فأحياناً قد تكون الفكرة صائبة والعميل موجود ويرغب في الشراء وهامش الربح جيد وقابل للزيادة وكل العوامل الأخرى موجودة ومتضافرة ولكن يسقط العمل أيضاً بسبب هذا الخطأ القاتل .. حيث أن النقد ( الكاش ) يعتبر بالضبط كوقود السيارة .. الذي عندما ينتهي فإن السيارة تتوقف على قارعة الطريق مهما كان نوع هذه السيارة .

هذه ببساطة فكرة الربحية في الأعمال التجارية .. أرجو أن يجعل الله فيها فائدة لمن يحتاج إليها .

وفي حال كان ذلك أرجو إخباري هنا في التعليقات أو على تويتر كي أتحدث أكثر عن جوانب أخرى في هذا الموضوع بالغ الأهمية . مع الشكر .

error:

Pin It on Pinterest

Share This