إما تحمل المسؤولية وإلا ..
إما أن تكون متقدماً نحو تلك الغاية ، الرؤية ، الحياة .. وإما أن تكون متأخراً عنها .. لاوقوف البتة خاصة في عالم اليوم الملئ بالمتغيرات والأحداث المتسارعة .
المشكلة غالباً ماتكون في سوء الفهم .
معنى كلمة : المسؤولية
فهذه الكلمة : المسؤولية . هي كلمة يساء فهمها كثيراً وهي كذلك بالمناسبة في معظم إن لم يكن جميع الثقافات واللغات .. فهي تحمل معنى ثقيلاً تجعل الإنسان يحاول الفرار منها بمجرد ذكرها والأسباب في ذلك متعددة فهي أولاً تجعل الإنسان في مواجهة مع نفسه وتنزع منه كل محاولاته وتبريراته في التخلي عن هذه المسؤولية وثانياً هي تضع له معياراً لايمكنه تجنب النظر إليه بمحاولات تضليل النفس أو إيهامها .
من فوائد تحمل المسؤولية
لكن في الحقيقة المسؤولية كلمة محررة وليست مقيدة .
المسؤولية تقول لك أنت قادر . بمشيئة الله . أنت قادر على تغيير ماتريد تغييره ، وتحقيق ماتريد تحقيقه ، فالإحتمالات هائلة .
تحمل المسؤولية مفهوم يجعلك أسعد لأنها تجعل الإنسان يشعر بالقدرة على التحكم والسيطرة في حياتك وهذا القدرة هي من أسباب السعادة والراحة والتقدم أيضاً . وتجعل مفتاح التقدم وجهاز التحكم بيدك أنت لابيد غيرك بمشيئة الله .
تحمل المسؤولية هي كلمة ومعنى تجعلك في حالة تفاؤل مستمرة بإذن الله لأنك تعمل وأنت تعلم أنك قادر وأن أفعالك لها عواقب ونتائج وهي غالباً ماتكون من نفس جنس العمل الذي تعمله ، والله لايضيع أجر من يحسن صنعاً .
خذ هذا المعنى ببساطة :
تحمل المسؤولية هي القدرة على القيام بالفعل . بردة الفعل . بالقدرة على التفكير . بالقدرة على صناعة القرار . بالقدرة على إختيار المسار . بالقدرة على إختيار مستوى التفكير والسلوكيات والتوجهات العقلية ، وهنا تحديداً : مستوى تفكيرك ومهاراتك وتوجهاتك العقلية ومستواك المعرفي ، أنت تملك تلك القدرة بالكامل ، بحمدالله ، وأنت قادر ككل الناس على تطويرها ورفعها للمستوى التالي ، من خلال إمتلاك موارد معرفية بسيطة التكلفة . ومتاحة . وأرجو أن يكون ماأقدمه لك هنا من هذه الموارد المعرفية .
أقبل ولاتدبر .
تفاءل ولاتتشاءم .
تحمل مسوولية حياتك ولاتهرب أو تضلل نفسك أو تبرر .
إستمتع بمجهودك ، بمحاولاتك ، باجتهادك ، بتقدمك ، وحتى بإخفاقاتك في الطريق نحو ماتريد . فالصعوبات والتحديات والعوائق والإخفاقات أيضاً هي أجزاء لاتتجزأ من عملية النجاح .
طريقة بسيطة لمعرفة مستوى شعورك بالمسؤولية تجاه نفسك وحياتك
وإليك هذه الطريقة البسيطة والفعالة في الوقت نفسه لمعرفة أين أنت على مدرج تحمل المسؤولية :
– راقب ألفاظك كي تعرف هل أنت من أولئك الذين يشتكون ويتذمرون ويفقدون سيطرتهم على ذواتهم وحياتهم .. أم أنت من أولئك الممسكين بزمام حياتهم مهما كانت الرحلة ورياحهها عاتية . أرجو أن تكون وتعمل لتكون من الممسكين .
– وراقب أفكارك كي تعرف ماهو نوع الأفكار التي تدور في عقلك .. هل هي سلبية أم إيجابية أم في مكان ما في المنتصف بينهما ؟ ثم تعمل من هناك على ترقية مستوى تفكيرك من خلال إختيار وإدارة الأفكار التي تدور في عقلك .
تذكر دائماً أنك بين حالين : إما أنك تمسك بزمام حياتك وتعمل على قيادتها وإما أنك تعطي زمامها للأشياء وللأحداث وللآخرين في حياتك ليأخذوك ويأخذوها للمجهول كيفما يريدون .. وأحياناً لتكون خبط عشواء وكيفما اتفق .
درويش زهوان
تمت قراءة المحتوى المقدم من الاستاذ درويش زهوان، كلام جميل جدا وانا أجزم أنني سوف أحاول الإستمرار معك في المتابعة والتعلم في ما تقدمه من فوائد ونصائح وتوجيهات بمشيئة الله… نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.
كلام جميل على خطى تحمل المسؤلية
شكراً لك أخ حسن على مرورك وعلى كلماتك .
الاستاذ درويش كيف يمكننا التواصل معك
أخ سالم أنت من الأعضاء المشتركين … وتستطيع دائما التواصل عبر الإيميل info@DarwishZahwan.com .. في انتظار إيميلك .
تحية طيبة استاذ درويش
كلام رائع ومحفز لكن عندي استفسار صغير ، عندما قلت ” راقب ألفاظك ” هل تقصد بها الكلام المنطوق؟ أو مانحدث به أنفسنا من كلام وخواطر ومشاعر تجول في دواخلنا!؟
أيضا عندما قلت راقب ألفاظك تبادر لذهني سؤال آخر – هناك من يتحكمون بزمام الكلام المنطوق لكن في دواخلهم الكثير من الأحاديث السلبية او الأفكار! عند اكتشاف الشخص ذلك عن نفسه كيف يتعامل مع الآمر ليصل بمشيئة الله لمستوى متقدم من التحرر وتحمل المسؤولية ؟!
وشكرا جزيلا لك .
أهلاً بك ندى ..
كلاهما مهم ، وكلاهما يؤثر في الآخر .. البداية الأهم والأثر الأكبر والأهم في حديث الداخل ، في حديث الإنسان مع نفسه ، فإن إستطاع تغييره للأفضل فستصبح ألفاظه أيضاً أفضل وبطريقة تلقائية آلية .
صعب جدا لكن ضروري ،الله يعين، شكرا لك.
العفو عزيزي .. موفق مسدد . وبالفعل ضروري جداً وهي عملية محررة بالمناسبة وليست مقيدة .