يقال أن عقل الإنسان هو أكثر الاشياء التي يملكها … بمعنى أنه له كامل الهيمنة والسيطرة عليه .. لأنه عقله !! .. ولكن في الحقيقة فإن هذه المقولة سهلة القول صعبة التنفيذ .. ففي الحقيقة العقل أشبه مايكون بالحصان الجامح غير المروض .. أو كما يسمى في الفلسفات الشرقية القديمة … القرد المشاكس غير المنضبط .. ( شخصيا أحب تسمية هذا العقل بالعقل المحتل ) الذي يغرقك غالبا فيما لايفيد .. ويثير الزوبعة تلو الزوبعة .. مرة من أجل أشياء يريدها فعلا وتهمه .. ومرات … فقط لأنه مشوش أو بلا هدف … في هذا التدوينة سنسلط الضوء قليلا وباختصار على هذه المسألة :
حقائق :
1– في عالم اليوم يتعرض الإنسان لمئات .. بل لآلاف الرسائل ( كما في تلك الدراسة في نيويورك والتي أفضت إلى أن الشخص العادي الذي يستخدم وسائل النقل العامة يتعرض إلى مايقارب 30 ألف رسالة يوميا ) الإعلانية وغير الإعلانية.
2– يتنافس الجميع ( المسوقون ) على نيل حصة من عقلك ( إهتمامك ) سواء عن طريق النت أو الشارع أو المطبوعات الورقية أو وسائل الإعلام التقليدية.
3– ضغوط عالم اليوم المادية والعملية وأحيانا الإجتماعية .. وضغوط حقوق التوازن المفروضة على الإنسان كي يشعر بالرضا ( كالتوازن العملي العائلي مثلا ) تفرض على الإنسان ذاكرة مضطربة قليلا ومشوشة كثيرا أحيانا.
4– عادات وأنماط الحياة العصرية الغذائية والتنفسية والحركية تفرض على البعض نمط حياة كسول وخالي من الحركة وبالتالي قصور أيضا في القدرات الذهنية ( نعم .. العقل السليم في الجسم السليم .. بكل تاكيد ).
نصائح وتكتيكات بسيطة لتحقيق الهيمنة العقلية وإدارة الأفكار وبالتالي المشاعر .. بل ونتائج الإنسان وجودة حياته بإذن الله :
1– حاول التحكم أكثر بمايدور في عقلك .. من خلال متابعة الأفكار التي تدور فيه .. وبذلك ترفع من مستوى الوعي بالذات وتوجهها ( الأفكار ) نحو ماتريد … وبمجرد متابعة هذه الأفكار تسقط الكثير من الإيحاءات المشتتة والسلبية والتي قد لاتمت بصلة لما تريد تحقيقه على الصعيد المهني أو الشخصي فهناك الكثير مما يدور في عقل الإنسان تحت مستوى الملاحظة هو مجرد إنعكاس لإيحاءات الآخرين والأشياء والأحداث من حولنا والتي قد يكون الكثير منها سلبيا أحيانا.. إن لم يكن غالبا .
2– تحكم أيضا بمحيطك .. سواء في العمل أو في المنزل .. من خلال تقليص ماتشاهده مثلا من أخبار في التلفزيون .. وحبذا لو تم تقليص هذا الوقت الثمين الذي يصرف على التلفزيون حتى يصل إلى مالايزيد عن ساعة في اليوم .. ( شخصيا لاأصرف أكثر من هذا الوقت على التلفزيون إلا علم فيلم يستحق المشاهدة وثائقيا كان أو هوليووديا .. أو على بعض الحوارات المفيدة وهي نادرة ) .. وستحصل وقتها على كنز ثمين من الوقت سيجعل إستثماره فيما يفيد يعود بعوائد كبيرة … وأيضا الوقت المبذول مع الأصدقاء أو الأشخاص المحيطين .. خاصة في الدائرة الصغيرة المحيطة بالإنسان .. فلاشئ إطلاقا يعدل تأثير الأصدقاء والمحيطين … سلبا أو إيجابا .
3– الإبتعاد عن شرك المواقع الإجتماعية .. تويتر .. فيس بوك .. لنكدن .. الخ .. بمعنى تقليص الوقت الذي يقضى فيها أو إدارة محتواها والتعامل معها بذكاء … إذ هي بلامنازع السارق الأكبر للوقت في عالم اليوم خاصة لمن له علاقة بالنت … والمهيمن الأكبر على مايملا العقل من إهتمامات وتوجهات .
4– مارس التنفس العميق بانتظام وتمارين الإسترخاء .. إذ أن عوائدها مضاعفة على راحة الجسد وعلاج الضغوط والتوترات .. وايضا على مستوى التركيز العقلي .
5– مارس الرياضة بانتظام … ( تستحق هذه النقطة أن نفرد لها تدوينة لعظم أثرها ولظهور نتائج علمية مبهرة عن تأثيرها على الإنسان بشكل يفوق ماكنا نظنه بكثير ) .
6– تخلص من المأكولات التي تحتوي على الكربوهيدرات البسيطة ( مثل الدونات .. الخبز الأبيض .. الحلويات .. الرز .. الخ ) .. لجوانبها السلبية الكثيرة على الصحة .. وهنا أيضا لتاثيرها على زيادة مستوى التقلبات المزاجية سريعا … واحيانا بحدة ..
7– اصنع أهدافا واضحة ومحددة .. إذ أنها لغة العقل ونظامه .. وبهذه الأداة تستطيع توجيهه وفي الوقت نفسه تقليص الوقت المبذول في غيرها .
8– النوم الصحي المبكر .. إذ أن السهر من أكبر مشوشات العقل في اليوم التالي .. ومن أسباب حدة المزاج والشراسة .. بل وضعف الإرادة أيضا كما ثبت من آخر الدراسات .
9– إقرا الكتب الملهمة .. والقصص الملهمة .. وقارع العقول الأفضل في العالم .. بل وفي التاريح أجمع … من خلال قراءة سير العظماء وكتبهم .. وعند قعل ذلك .. يبدو أن شيئا من عظمتهم تلك تحيط بك وتخترق وعي القارئ .. لتصنع منه شخصا أكثر حكمة وإيجابية .
10– ممارسة التركيز الكامل في الصلوات ( لنتذكر أن الخشوع روح الصلاة ) وهذه الأوقات تدرب العقل على التركيز ومقاومة المشتتات الذاتية الداخلية .. ( طبعا فوائد الصلاة أكثر بكثير إنما نحن هنا نتحدث عما له علاقة بموضوعنا ) ..
11– ممارسة الكتابة .. حبذا لو كانت على صعيد يومي .. يكتب فيها المرء عن أفكاره .. مشاعره .. تجاربه .. أحلامه .. أهدافه .. رؤاه .. فهذه العملية ( الكتابة ) هي عملية عضلية عصبية نفسية يمارس المرء فيها الكتابة والقراءة والمشاهدةوالسماع ( وإن كان داخليا ) في الوقت نفسه .. وهي عملية تبرمج العقل اللاواعي وتعيد تركيزه على أولويات المرء وأهدافه .. عملية غاية في الأهمية والروعة لمن يمارسها باستمرار .. بل وتعتبرأيضا من أساليب العلاج الذاتي .
هذا ماتيسر إيراده كما يقال في بعض الكتب القديمة .. شكرا على القراءة .. وأرجو الإضافة لمن لديه المزيد مع الشكر له .. ولنتذكر أن التركيز مهارة .. وكأي مهارة .. ستكتسب بالممارسة المستمرة وبمرور الوقت .
دمتم في خير .
شكرا جزيلا على كل ماتكتبه جعلها الله في ميزان حسناتك
العفو .. الله يسعدك ويبارك فيك .
انا سعيده جدا لان في عمري السابعه والعشرون قدرت قيمة الساعات والوقت الذي اعيشه واصبحت في وعي اكثر عن الافكار ،،تعلمت اني اداري الوقت واحافظ عليه جدا واعيشه كما اريده ان يكون لانه اثمن ما املك وان اعمل ،،شكرا لك لانك في هذه الفتره نشرت العلم والامل والسعاده ورممت العقول بعلمك استاذي..🌹 اشكر الله على المعرفه الجميله بك..
بالأمس القريب كنا نسمع عن مصطلح السيادة الجوية ..
نفتتح المقال بكلمة ” السيادة ”
و نرجعها إلى منبع الأفكار ألا وهو العقل ، بمعنى السيادة الفكرية ..
” إصنع سيدك ” مثل صيني.
تكون أنت السيد ، لأنك وعلى بساطتك صانع السادة و السعادة ..
و لأن فاقد الشيء لا يعطيه .
أن تكون سيد قومك يكفي
أن تكون سيدا لأفكارك
حتى تسودها – لا أن تسودك هي وتتحكم فيك –
و تمزجها بسحر الترتيب مع فقه الأولويات وشيء من كل شيء
و من كل مقام مقال كما لكل كتاب عنوان ..
فقط هي الإجابية سيدة الموقف
إذن أفكارك غابة و عقلك أسد
ودرجة اهتمامك تهم إليك كل ما تريد ، وهلم وما جرى
هي متعة الحياة ، كن ممتعا متمتعا في أفكارك بسلاسة تركيبها وسرعة فهمها لك و لغيرك ..
إعط العنان لفكرك و اسرح في ملكوت الملك وتمتع بين أرجاء الينابيع الفياضة ، وبيدك مفتاح لكل باب تدخل وقت ما تشاء
هي أبواب لك مسخرة لأنك لمفاتيحها مالك فكن لها حافظا
أمينا وهي عندك أمانة ..
سيفتح الله بابا كنت تحسبه من شدة اليأس لم يخلق بفتاح
أطلب مفتاح الباب من الفتاح العليم بك و بالباب ..
عملية التساؤل تحل المسألة
لأن فهم السؤال أساس للجواب
إنتبه وأسس سؤالك على ثابت
حتى تبني فكرا قويا حصينا منيعا وضاءا منيرا للدرب لك و لغيرك ..
متعة التفكير نبراس الأمل
بل أساس الوجود و صراع البقاء في أحلك الضروف ..
” برأسك تعرف خلاصك ”
خلاصة القول : كن ألمعيا وانطلق كالطير في العلياء محلقا .
… في الأخير الشكر موصول لأعظم معلم
(( درويش زهوان))
شكراً لك علي الموضوع، حيث ان الموضوع يتكلم عن واقعنا اليومي وعن جميع ما نواجهه في حيتانا اليومية من مشتتات في الحياة وكيف نركز في حياتنا اليوميه والموضوع ركز في مشاكل عدم التركيز وتم تزويدنا في الموضوع بالحلول التي سوف تساعدني. من جانب اخر ارى ان المحتوى المكتوب يحتاج إلى إعادة تدقيق في الجانب النحوي وايضاً في الجانب الاملائي للعلم أن محدثك سيء جداً في الجانب النحوي والاملائي.واخيراً شكراً لك على كل ماقدمت ولا ننسا فضلك فيما علمتنا وجزاك الله خير الجزاء على هذ المجهود
وجزاك الله خير على النصيحة وحسن الذوق والأدب .. شكراً لك .
أسلوبك راقى وعرض متميز مختصر غير ممل أرجو دائما دعمه بقصه حقيقيه أو تمرين
شكراً جزيلاً د. هبه .. واقتراحك وجيه .. وسأحاول تنفيذه متى ماكانت التدوينة ملائمة .. شكراً لك مرة أخرى .
شكرا استاذ دوريش مقالة مفيدة وعملية بالخطوات السهلة بالتطبيق سؤالي العقل احيانا لايرغب بالالتزام بعمل او هدف محدد يبحث عن مشتتات ولهو ماذا افعل؟ وشكرا مرة ثانية
مرحبا بك أخ كفاح … في الحقيقة العقل في معظم أوقاته لايرغب في العمل المحدد الجاد وإن كان ذا قيمة عالية ومردود كبير على حياة الإنسان .. وهذه طبيعته ، خاصة في بدايات تدريبه على ماتريد … الحل هو في ترويضه ، في تدريبه على أن يعمل فيما تريده أن يعمل عليه حتى وإن لم يكن يريد ذلك … وإن واظبت على ذلك سيتغير مع مرور الوقت .. فإن واصلت أكثر فقد يتحول بشكل كبير من معارض ومقاوم لماتريده أن يعمل عليه إلى محب مدمن عليه ..
Enormous factors right here. I’m really thankful to visit your article. Appreciate it with this particular taking a look in advance to touch a person. Can you i implore you to decline us a snail mail?
Hey; while i didn’t know exactly what you mean by your request; it’s nice seeing here; and thank you for your kind words ..
عنوانك مثير ولا اجد فيه ما قرات ما يشبع لك العنوان بالرغم من أهمية ما طرحته من أفكار . كثير ما اتبع أسلوبك في التصنيف والترميز ًوهو لا شك مفيد ولكن يخدعوا بان الحياة دالة متصلة وليست متقطعة
شكرا لك أخ عدنان على المشاركة .. ومن الأشياء السلبية أن يكون الوفاء بالوعد أقل من الوعد نفسه .. وأن تكون التجربة أقل من التوقع .. إنما أشكر لك أيضا هذا التنبيه لعلي لاأرفع سقف التوقعات أو قل الغموض لأعلى مما يجب .. كم كنت أتمنى أن أفهم الشطر الأخير من مداخلتك المتعلق بالتصنيف والترميز وبأن الحياة دالة متصلة وليست متقطعة ولكني لم أفعل .. عد مرة أخرى أخي فالنقاش مع عقل متميز لايقدر عندي بثمن
مقالة ممتازة وأعتقد أن من أهم الاشياء هي ماذكرت من صد المشتتات الداخلية ، شكرا وأتطلع للمزيد
شكرا لك أخ محمد .. فعلا .. المشتتات الداخلية أصبحت في عالم اليوم من أصعب وأكثر المشتتات .. وهنا يلعب دور تدريب العقل على التركيز