البطل الذي نتحدث عنه هنا هو بطل متحمس متحفز مشتعل لقضية ما ، لهدف ما ، لمهمة ما . يقتنع بها . يؤمن بها .. يعتنقها . ويعمل فوراً على العمل عليها بكل قوته ، بكله ، بقضه وقضيته ……….ثم … ثم مايلبث أن يتوقف ويخمد وتذبل أزهاره .. وسريعاً أيضاً !.
البطل المزاجي في الحقيقة ..ليس بطلاً
إشكالية هذا البطل هو أنه مزاجي . إشكاليته هي أنه يخضع لمزاجه وكيفية مشاعره اللحظية . فإن كانت جيدة ودافعة ومحمسة ومحفزة تحفز للعمل وأقدم .. وإن كانت غير ذلك توقف وقعد .
نبل الغاية والنية ليس كافياً كي يكون المرء بطلاً
مشكلة هذا البطل على الرغم من نبله وسلامة طويته وحسن نيته أنه يخضع لمشاعره التي قد تكون غير ناضجة . مشكلته أنه يخضع قيمه وأولوياته وأهدافه واداءه لكيفية شعوره في اللحظة التي يريد فيها العمل .
معظم النبلاء من هذا النوع من الأبطال ..غير المكتملين..وقد تكون أنت كذلك
ومع كل الحب والاحترام ، أغلب ظني كوني أفهم جمهوري وعملائي جيداً ، وهم بحمدالله من النبلاء أصحاب القيم والهمم ، أغلب ظني أنك منهم ، أو أنك قد مررت بتجربة كهذه . تتحمس تشتعل لموضوع ما ، لقضية ما ، لمشروع ما ، لكتاب ما ، لبرنامج ما ، وتبدأ ، ثم ماتلبث أن تخمد شعلتك وتتحول بوصلتك .. وتبدأ النظر والبحث عن شئ جديد لامع آخر ،، تتحمس له وتعمل له ، ثم أيضاً .. تتوقف وتتحول لشئ آخر ، وهكذا .
نقطة الإشتعال 223 درجة مئوية | 450 درجة فهرنهايت وعلاقتها بقواك
يجب أن تتعلم كيف تركز قواك كما تركز ضوء الشمس على ورقة … وتنتظر مركزاً عليها .. حتى تبدأ نارك في الاشتعال . ولاطريق آخر غير ذلك . ولن تبدأ النار في الإشتعال حتى تبلغ درجة 223 درجة مئوية وكي أجعلك في الصورة ، عندما تبلغ درجة الحرارة 222 درجة مئوية أي قبل درجة الإستعال بدرجة …فإن النار لن تشتعل ! ..الصبر والتركيز مطيتا بلوغ الأماني بمشيئة الله .
ويبقى السؤال : ماذا لو لم تتعلم ذلك ؟ تتعلم كيف تحافظ على تركيزك وحماسك وهمتك ورغبتك .. لوقت طويل .. حتى بعد أن تبدأ هذه المشاعر بالذبول … وهي ستفعل بالمناسبة ؟ ..لن تتحمس على المدى الطويل مالم تحمس نفسك .. لن تحافظ على تركيزك على شئ ما لوقت طويل مالم تتعلم كيف تركزه وتقويه وتوجهه .
الأشياء ذات القيمة
الأشياء القيمة لها نفس طويل في الحياة وليست اشتعال عود الثقاب . يشتعل فوراً وسريعاً ولكنه ينطفئ ويخمد سريعاً أيضاً . لاتكن كعود ثقاب .
مالم تتعلم ذلك الآن فستكون كمشتت العزمات الذي ذكره العربي الذي يقضي عمره حيران .. لاظفر ولا إخفاق .. بل في ظني أن الكفة ستميل للإخفاق أكثر .. إلا ماشاء الله .. ولاقدر الله .
مطاردة الأشياء اللامعة*
ستكون ذلك الشخص الذي يخطف بصره وقلبه وتوجهه كل شئ لامع .. وتطارده .. بكل قوتك .. على الأقل أولياً .. لعل وعسى أن يكون خلفه ماتبحث عنه . ثم يخطفك شئ لامع آخر واعد وأكثر وميضاً وبريقاً فتترك هذا الذي أغدقت عليه وقتك وجهدك وربما مالك أيضاً ساعياً خلف هذا الشئ اللامع الجديد … وهكذا . دون نهاية أو نتيجة .
بعض النتائج المؤلمة التي يواجهها هذا النوع من الأبطال…كي لاتكون منهم
ستشعر بحيرة وضياع وهذا في حد ذاته مؤلم .
ستشعر تدريجياً بقلة إحترام للذات .. قلة اعتزاز صحية بالذات .
ثم ستشعر بعد ذلك بأن هناك شئ ما خطأ فيك .. لاأقول في سلوكياتك بل فيك .. وهذا في حد ذاته مؤلم ومشكل كبير جداً .. وخاطئ .. إياك أن تسمح لنفسك بالشعور به مهما كانت نتائجك ومهما حصل .
ستكون كمن يملأ بطنه بأنواع مختلفة ومتناقضة من الطعام … ثم مايلبث أن تتلبك معدته ، هنا مايتبلك هي حياتك ، فلاهو استفاد من طعامه ولاهو نجى من عواقب ذلك … بل وسيعود يبحث عن طعام آخر عندما تفرغ معدته ! .
كي تكون بطلاً
تعلم ألا تقرر سريعآً في هكذا أمور خاصة إن وجدت نفسك تتحمس سريعاً وينطفئ حماسك سريعاً أيضاً . خذ وقتك . فكّر . إبحث . قارن . أجمع معلومات . ثم كن ممن إذا قرر قطع . حدد ماتريد . قرر قرارك .. حدد هدفك . ثم أطلق النار عليه . ولاتحيد . وتعلم مع الأيام والتجربة كيف تبقى مع الهدف ولاتحيد .
إبدأ …صغير
إبدأ صغير . وتدرج . قليل دائم خير من كثير منقطع .
قد جماح مشاعرك..وإياك أن تقودك هي
إعمل على الإمساك بزمام مشاعرك .. تعلم أن تكون أكبر منها ، قائدها وسيدها وليس خادمها ومكان تأثيرها .
لاترفع توقعاتك فوق المعقول .. ولاتنظر ، عند بدء العمل ، إلى أبعد من المهمة التي في يدك . إعمل بما أسميه نظام الـ 700 م . وتعلم إدارة مواردك الحماسية . كن إقتصادياً في الحماسة .
وتبقى العادة | الحاكم الأول في حياتنا
إعمل دوماً على تأسيس عاداتك. عادات قوية تبقى معك الحياة بطولها بإذن الله . عادات تبني بها ذاتك ، تبني بها حياتك ، تبني بها نجاحك بإذن الله . وتعلم ألا تكون ممن ينظر النظر السريع المجرد للنتائج فإن أتت سريعآً وإلا أدار دفة حياته نحو شئ جديد لامع آخر ، فالنتائج القيمة في الحياة عادة لاتأتي في يوم وليلة بل تأتي بتوفيق الله ثم بجهد حثيث مستمر وصبر وإصرار ومصابرة وتركيز نفقي علي الهدف حتى تحقيقه …بمشيئة الله .
وتذكر : الفائرون لاينسحبون .. والمنسحبون لايفوزون
دعواتي لك بكمال التوفيق والهداية والسداد وبلوغ الأماني وخير منها .
هذا المقال مصارحه حقيقية مع النفس اللعابة اسميها أنا ومواجهة صادقة للذات شكرررًا عليه ولاتوفي
شكراً لك … نعم هو كذلك فعلاً .. والمصارحة والصدق مع النفس .. ومع الآخرين .. هي النقطة الأولى للتقدم .. لأنها هي مايسمح لنا بالنظر بموضوعية تجاه أنفسنا .. وهي عملية غاية في الصعوبة .. لأننا بطبيعتنا مخلوقات عاطفية تستخدم المنطق للتبرير وليس العكس ..
مرحبًا أستاذنا القدير درويش ..
مقال مُلهم ..
لا أبرر عادة للمزاجية التي تمنع للوصول للأهداف ..و لا أحب استخدام الأعذار ولكن الشتات معضلة ..
و لا أعتقد أن هناك أبطالا يقبلون البقاء في الهامش باختيارهم ..ويقبلون الحيرة ..
ولا أعتقد أن هناك بطلًا يودّ الجلوس عند أول عتبة في سلمِ نجاحاته .. إذا كان ممن يعرف جيدًا لذة النجاح ..
نحنُ نعلم بأن هناكَ أبطالًا دفعتهم الآلام قبل الآمال للخلاصِ ..للنجاة ..للنصر ..للتمكين في الأرض بالحق .. والانطلاق في رحاب الله ولم يستسلموا و لكن ما شاء الله كان .. ومالم يشأ لم يكُن ..
مؤلم جدًا أن نقبل الإنسان فقط في حالِة نجاحه .. اشتعاله .. انتصاره .. و عندما ينطفئ ألمًا.. علينا أن لا نكونَ مثله ..!
لا لسلوكياته فحسب ..أو تراجعه بسبب بيئته السلبية ..أو المتواضعة .. بَل أحيانًا المؤذية ..
كما نعلم ليس كُل الأبطال ولِدوا في بيئات تحتوي أحلامهم … أو حضنتهم الأيدي الداعمة منذ صغرهم أو وجهتهم القلوب الصادقة التي فعلًا تتمنى الخير لهم …
ولكن أتمنى أن يُعانق الأبطال أحلامهم دومًا.. و أن يهتدوا إلى سواء السبيل وأن تنهمر الدُنيا عليهم بأفراحها .. وسعاداتها وعافيتها ..
و ” نعوذ بك يا رب دومًا من شتات الأمر و مسّ الضر .. ونسألك العزيمة على الرشد ..وموجبات الرحمة .. و شكر النعمة ”
لكَ منّي أجزل الشكر و أطيب الدعاء ..
🙂
يامراحب بالنبيهة فاطمة … نعم .. مجرد التفكير في إستخدام الأعذار يقتل العمل والأمل ويعيق التقدم بل وحتى يعيق الرغبة في التقدم … وفي الوقت نفسه هذا الذي يقاوم ولايستسلم هو في الحقيقة بطل .. ويبقى كذلك مابقي يقاوم ويحاول .. فليس البطل من حقق آماله لأن التوافيق بيد الله فهناك من سادتنا الأنبياء عليهم الصلاة والسلام من يبعث وليس معه أحد ! .. لم يؤمن به أحد ! .. والحقيقة الأخرى أنه لايوجد بطل لم يواجه التنانين ويقاتل الوحوش ويواجه مخاوفه وعوائقه .. ويتحول في رحلته هذه من عادي إلى بطل … لايوجد بطل لم يمر بصعوبات وتحديات وعوائق وأيضاً إبتداء من سادتنا الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ومن دونهم … فإذن البطولة ليست في تحقيق المراد .. والله قدير على إتمام ذلك … البطولة هي قرار خوض معركة البطولة من أجل هدف سامٍ وخير متعدٍ .. والصبر على ذلك .. ودفع ثمن ذلك … بل والموت في سبيل ذلك … وإن لم يتم ذلك .. وفي المقابل ليس بطلاً من يستسلم أو يتخاذل أو يقعد أو ينسحب .
مقالة رائعة بحق،، جميلة جدًا؛؛ شرّحت عدد من تجاربي الحياتية محطمة شماعة أعذاري مستخرجة السبب الحقيقي وراء فشلها،، وأخيرًا واصفة لها مصل النجاح بعد توفيق الله.. جزاكم الله عنا خير الجزاء يا دكتور
وإياك وبارك فيك أخ ناصر … شكراً جزيلاً لك .. إنما لست دكتوراً ياعزيزي سمني الأستاذ إن شئت أو أخوك درويش .. أسعدني مرورك وكلماتك الجميلة .
بارك الله لك مقال اكثر من رائع خاصة للاشخاص مثلي مشتتين في دروب الحياه باذن الله ناخذ ما كتب في المقال.
وفيك بارك الله أخ محمد .. بلغك الله مناك وخير منه .. وسددك .
الله يسعدك ويوفقك يارب ، مقالة ولا اروع كلنا مررنا بهذه الحالة واحياناً تصيبنا هذه الحالة….. نتحمس ثم نفتر وهكذا ..، نسأل الله العافية ⭐️⭐️
وإياك وبارك فيك وأسعدك … هذه طبيعة بشرية إنما واجبنا عدم الإستسلام لها ..
الله يفتح عليك الفتح المبين، لقد لامست جرحي، جزاك الله عني الجنة، يارب أعن ويسر .شكراً لك
آمين وإياك وبارك فيك أخ محمد .. شكراً لك .