لطالما كانت تستهويني فكرتان :
الأولى هي إمكانية تحقيق الحرية المالية من خلال أن يعمل الإنسان مايحب عمله .
والأخرى هي فكرة الحرية الزمانية والمكانية ، فكرة الحياة الرقمية المتنقلة Digital Nomad . وإن لم أكن أريد عيشها في الحقيقة فأنا سعيد جداً حيث أنا بحمدالله .
فكيف إن أمكن دمج هاتين الفكرتين معاً ، بحيث يكون العمل الذي تحبه هو أيضاً مصدر حريتك المالية و الزمانية والمكانية أيضاً !
فكانت هذه هي مهمتي الشخصية لعدة أعوام .
ففي عام 2012 قمت بشراء إسم النطاق للموقع : درويش زهوان DarwishZahwan.com . وبدأت الفكرة . كان كل شئ من عملي وتعلمي ، النطاق والموقع ، ووظفت حبي الشديد للتعلم في تعلم مايجب علي تعلمه لتحقيق الهدف ، فأنشأت الموقع وطورته دون مساعدة تقنية من أحد وبدأت الكتابة وبلورة الفكرة وتنفيذها .
وفي عام 2016 سافرت إلى أمريكا من شرقها من نيويورك وواشنطن إلى أقصى غربها سان دييقو ولوس أنجلوس وأنفقت عشرات الآلاف من أجل التعرف أكثر على هذا المفهوم : مفهوم الحياة الرقمية المتنقلة و مفهوم الأعمال التجارية المعرفية فقابلت وحضرت دورات وأشخاص وتعلمت أكثر وأكثر .
وكانت الفكرة هي أن أنشأ عملاً تجارياً معرفياً ، أبيع فيه حبّي : التعلّم وتعليم الآخرين …معرفتي وتجربتي وخبرتي في أحب شيئين لدي : تطوير الذات و الأعمال التجارية . *حتى الآن مازلت محتفظاً بما أعرفه عن الأعمال التجارية كي لاأشتت جمهوري المستهدف وهو جمهور التعلم المستمر ، الجمهور الطامح الجائع للنجاح والمعرفة والتقدم في الحياة …بالرغم من معرفتي وتجربتي الكبيرة في الحقيقة في الأعمال التجارية حيث عملت وأنشأت وامتلكت في مجالات التشغيل والصيانة في المقاولات ، وفي المطاعم ، وفي السياحة والفندقة أيضاً . ومازلت . ولعلي أبدأ في الوقت المناسب بمشاركة هذه المعرفة بإذن الله .
وكوني لاأجد فرقاً أو تناقضاً بين الدنيا والآخرة .. ولاأريد أن يحدث هذا الفرق أو التناقض …فقد بحثت عما يكون لي حصاداً في الدنيا وفي الآخرة أيضاً فكان هذا الحديث العظيم : إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية ، علم ينتفع به ، ولد صالح يدعو له .
فعملي هو في أثمن وأشرف الموجودات : العلم . وهو أيضاً من موارد الخير في الحياة الدنيا وبعد الموت : علم ينتفع به . ولعله يكون بإذن الله صدقة جارية في المحتوى الذي أنشره مجاناً ، ولعل الله أن يجعل المتعلم أو المتدرب أو العميل رجل أو إمرأة ، صالحاً يدعو لي ولو بلسان حاله إن لم يكن بلسان مقاله .
فكانت فكرة عملي التجاري المعرفي هي الفكرة الكاملة بالنسبة لي و التي حان وقتها وأسأل الله أن يجعله من التوفيق والفضل والإحسان منه .
عملاً يكون بالنسبة لي عمل حياة ، قيّم ونبيل وخيّر ، يسعدني ويسعد الآخرين ، أعمل فيه ما أحب عمله أكثر ما أحب وهو العلم والتعلم والتعليم ، ويكون في الوقت نفسه مصدر اً مالياً جيداً يحتمل أن يكون نقطة الإرتكاز في عملية التحول الرقمي ويمكنني من التفرغ أكثر لصناعة المنتجات الرقمية المعرفية وتطويرها .
ثم وفي عام 2018 ذهبت هناك مرة أخرى ، وحضرت دورات تتعلق أيضاً بالأعمال التجارية وبتطوير الذات ، وأخرى بالتسويق الرقمي .
ومنذ تلك الفترة 2016 كانت المملكة ومازالت في تطور تقني ورقمي هائل جعلني ألغي فكرة عمل العمل التجاري في أمريكا ، إنما مع الأيام تكررت مشاكل الدفع الإلكتروني ، بالرغم من أني أعمل مع أفضل شركة في العالم العربي وأكثرها عراقة وتميزاً ، إنما مرة أخرى ، كانت مشاكل الدفع الإلكتروني أكثر مخذّل لي في البقاء ، حيث أنه في بعض الأحيان كانت عملية الإخفاق في الدفع تصل إلى 50٪ وهو معدل إخفاق عالي جداً ، خاصة إذا علمنا أن معدل مدى إنتباه العميل أصبح لايتجاوز 3 ثوان في عالم اليوم .
والسبب الآخر المتعلق بعمليات الدفع هو أن هناك جزء كبير من متابعي وعملائي الذي أسعد بهم وأتشرف من مناطق عربية وعالمية متعددة وكان أكثرهم إلحاحاً أولئك الذين يعيشون في أوروبا ، ولديهم طرق دفع محلية مختلفة بعملاتهم المحلية وإن كان الدفع بالدولار وتحتاج عملية تسهيل اشتراكهم في الموقع وشراء المنتجات إلى حلول عالمية بديلة ، وهذا ماحصل .
فبدأت عملية التحول منذ مايزيد على العام ، كانت صعبة ، دقيقة ، تخللتها صعوبات كثيرة (كعادة كل الأشياء القيمة في هذه الحياة ) ، عملية ، وتقنية ، وقانونية أيضاً ، إنما بحمدالله تمت ، وأصبح موقع : درويش زهوان ، شركة أمريكية ، تستطيع العمل في أي مكان في العالم ومن أي مكان في العالم ويمكنها استقبال العملاء من أي مكان في العالم ، بفضل الله وحده ، ثم بفضل الازدهار الرقمي العظيم الذي نعيشه اليوم .
وبعد عملية التحول هذه أصبحت عمليات الإتصال التقني بين البرامج والمواقع التي أستخدمها في عملي أكثر سلاسة ، وعمليات الدفع كالنسمة ، سريعة ، كاملة متفوقة ، وتخدم جميع العملاء في جميع أنحاء العالم ، مع إمكانية دفعهم المحتملة بعملاتهم المحلية وبطاقاتهم المحلية ضمن شبكات واتحادات بنوكهم المحلية والإقليمية .
ثم إنهمكت في عملية التطوير للعمل ، الشكل ، والأنظمة ، والمحتوى ، المنتجات ومازلت في وضع التطوير ، وسأظل بالطبع .
بعد ماتقدم أهم الدروس التي مررت بها في هذه التجربة :
– من صبر ظفر .
– لاشئ قيّم يتحقق بلاثمن .
– مهارة التعلم والإستعداد لها من أهم وأثمن مايمكن للإنسان أن يكتسبه وهي من أهم القوى الخارقة للإنسان إن كان للإنسان قوى خارقة ، إقرأ هذه المقالة عن الموضوع .
وأخيراً … الإنسان كما وصفه الرسول صلى الله عليه وسلم حارث وهمام … أي مستمر بالعمل مابقي ، ودائماً مايهم بالهدف التالي ، لذا كانت من الممارسات المهمة جداً كي لايتحقق للإنسان مايسمى بالإنتصارات الفارغة وهي أنه عندما يصل لشئ كان يريده يفقد معناه بعد تحقق ، لتجنب ذلك وجب تعلم الإستمتاع بالإنجازات ووجب أكثر أن يتجهز الإنسان للخطوة التالية حتى قبل أن يصل الأولى ، بلحظات .
كل التوفيق أدعوا الله أن يبلغه الجميع .
هذا الأمر كان دائما حلمي وشغفي، ألا وهو عمل ما أحب وأهوى والتكسب منه، وأيضا العمل من أي مكان في العالم وفي أي وقت من اليوم، لكنني للأسف لم أتقدم فيه شيئا إلا بعض الخطوات اليسيرة، الحمد لله على كل حال.
لا أعطي لنفسي أي أعذار، أظن أن ثقتي وتوقعاتي بالنجاح لم تكن كافية للعمل بجد وتحدي الصعوبات، رغم قراءتي وسماعي لكثير من قصص النجاح، ومنها قصة أستاذنا الموقر: الأستاذ زهوان.
لاشيء قيم يتحقق دون ثمن … لله أنت …تجربة ثرية
شكرًا لمرورك د. ناصر … نعم وقد قيل من المهلكات : الثروة بلا عمل . نفس المعنى من الجانب الآخر .
ماشاء الله تبارك الله، العمل والصبر والظفر أعجبتني كثير استاذنا، مبارك عليك الإنجاز وفي انتظار الجديد المفيد.
وفقك الله أخ محمد وبلغك مناك وخير منه .. نعم وهم الإنجاز بلا عمل المسيطر على أذهان الكثيرين الآن من سموم العقل والحياة .. شكراً لك .