الرئيسية » النجاح وتطوير الذات » القيادة » ماذا تفعل عندما تشعر أن كل ماتعمله لايؤدي إلى ماتريده

عزيزي .. وعزيزتي أيضاً .

إذا وجدت نفسك :

وكل ماتفعله لايؤتِ أكله ..

كل مقدماتك لاتؤدي إلى نتائجك التي تريدها ..

كل إستراتيجياتك لاتأخذك للوجهة التي تحلم بها ..

كل أفعالك لاتؤدي إلى تحقيق ماتريد أن تحققه ..

ووجدت نفسك وقد انطبق عليك القول الكويتي : وين ماأطقها عوياء ( عوجاء ) .. أي أن كل ماأفعله لايؤدي إلي ماأريده .. فأنت إما أن تكون هدفاً لمقالتي هذه .. أو أنك غير موفق .. ولكن سأدع موضوع التوفيق ليوم آخر وأُدلف إلى موضوع المقالة .

إن كنت كذلك  فقد آن الأوان .

 آن الأوان كي تتوقف .. وتسترخي .. وتاخذ نفسين .. وتعطيني قلبك قبل أذنك وعقلك قبل وقتك .

عزيزي ..  المثل الإنقليزي يقول :

إذا اكتشفت أنك في حفرة .. فأول شئ تفعله هو أن تتوقف عن الحفر .

لذا توقف عن الحفر وارعني عقلك .

إبلع ذاتك العظيمة

عزيزي :

أنصحك أولاً ببلع [fn id=”3″] الإيقوتيزم ( ذاتك العظيمة .. علياؤك .. كبرياؤك .. مجدك المؤثل  – تلك الأنا النرجسية التي تقود معظم أفعال النرجسيين ) والتي تحجبهم في الحقيقة عن رؤية الكثير مما يجب رؤيته .. من الحقيقة والواقع .

فقد حجبت البيزنطيين عن رؤية واقعهم المحيط وظلوا في جدلهم السقيم حتى دك الغزاة أسوارهم وجعلوا إمبراطوريتهم التي كانت يوما ما عظيمة .. قصة .. قصة لم يبق منها عالقاً في ذاكرة الكثيرين سوى هذا الجزء البئيس منها : جدلهم السقيم الذي أورثهم الذلة والزوال وجعلهم أحاديث وأثراً بعد عين .

وهي التي حجبت صدام حسين عن رؤية حقيقة شعبه ووطنه .. وظن وياله من ظن .. أن شعبه على قلب رجل واحد .. ومازلت أرى في عيني عقلي الآن تلك الحشود العسكرية المهيبة التي تمر من أمامه محيية ومعاهدة على الموت في سبيله وفي سبيل العراق العظيم .. من الماجدين والماجدات ( وأهل العراق هم فعلاً ماجدون وماجدات ) .. ( وطبعاً لاننسى الهتاف العروبي الأصيل بالروح بالدم نفديك يا …  إملأ الفراغ ) ..  فإذا بتلك الجبهة الفولاذية وتلك النذور والعهود الدموية تذوب وتضمحل في أقل من 21 ساعة وكأنه فعلاً كان صرحاً من خيال فهوى .. وإذا بطائرات الأمريكان بعدها تطير متراقصة بعلو منخفض وإذا بالمدافع الأرضية ومن يدفع بها تدخل في صمت مطبق ولامجيب لقذائف تلك الطائرات وكأنها قد نذرت لله صومًا فلن تكلم في تلك الأيام طائرة .

لقد ذهبت تلك النذور والعهود ومن نذرها وعاهدها أدراج الرياح .. بل وأبعد من ذلك .. أصبحت نذوراً وعهوداً في المجمل تبحث عن رأس القائد الماجد .. كي تقدمه قرباناً للغازي الأمريكي .. فماالذي حصل ؟.

الذي حصل هو أن القائد لم يكن يرَ  الصورة الحقيقية للوضع على الأرض .. وطبعا لم يكن يسمح تصريحاً أو إيحاءً للمحيطين به أن يقولوا ويشرحوا الحقيقة .. خطأ قاتل آخر يقع فيه الكثير من القادة .. خاصة أولئك الذين يؤمنون بنظرية الرجل العظيم [fn id=”2″] ويضعونها في صلب نظرتهم لأنفسهم .. وفي صلب تعاملهم مع المحيطين بهم من حولهم … تلك النظرية البائسة التي ولدت هتلر وفرعون وموسوليني والقذافي وماركوس وزين العابدين .. وجميع السابقين واللاحقين من القادة المشؤومين على شعوبهم وأوطانهم وعلى كل الحياة والأحياء .

والتي جعلت القذافي يقول من أنتم حتى كان ماكان .

وجعلت هتلر[fn id=”1″] يتقدم في كل جبهاته بالرغم من أن كل الدلائل والشواهد تقول أنه إقدام على هلاك .. حتى هلك .. ولكن لماذا مرة أخرى ؟ .. الجواب لأنه لم يكن هو من يقود .. ولم يكونوا جنرالاته أيضاً هم من يقودون .. لقد كان الإيقو في داخل هتلر وحده هو من يقود .. يقود الجميع .. للهلاك والهاوية .. وهذا ماكان .

فإذن عزيزي .. عزيزتي .. أنصحك بأن تبدأ ببلع ذاتك العظيمة كي تستطيع سماع ورؤية الحقيقة كما هي وتصطدم بها وتجعلها تصطدم بك .. كي تغيرك قليلا أو كثيرا .. ولكنه سيكون الإصطدام المحمود وإن طال إنتظاره .

إعتنق بشريتك التي تخطأ وتصيب 

أطلب منك أن تعتنق وتتقبل بشريتك التي تخطأ وتصيب .. وهذا بالمناسبة قد يكون من أعظم مايحصل لك ولكل من يدور في فلك قيادتك وتأثيرك .. صدقني هذا سيحررك .. سيريحك .. سيسعدك .. سيرفع أداءك وإنتاجيتك .. بل وقيمتك أمام نفسك وأمام الآخرين .. وليس العكس أبداً .

ولكن ماذا لو .. قد تتساءل .. ماذا لو لم أستطع أن أبلعه ؟ .. لأنه ( الإيقو . أنا العظيم ) كبير جداً إلى درجة أني لو حاولت بلعه لخنقني وكتم أنفاسي .. إنه أكبر من أستطيع بلعه فقد ظللت طوال عمري أغذيه بأنواع المغذيات والسترويدات كي أضخمه وأضخمه حتى أصبح من الضخامة يبدو في عيني وعقلي أكبر من شخصي الحقيقي  . ماالحل إذاً في هذه الحالة ؟.

الحل عزيزي هو أن تضعه في الغرفة المجاورة .. على كرسي أو على الأرض .. وإن كنت أفضل أن تضعه في غرفة بلا أثاث .. وتجعله على الصامت هناك .. ثم تقفل الباب وترمي بمفتاحه في بئر … لاتخف سنعيده لك لاحقاً .. وسيكون وضعنا ووضعه أفضل وسيكون خير رفيق عندما يذهب عنه مفعول السترويدات ويعود إلى الحجم البشري الطبيعي الذي يكون صحياً وقتها .. بل ومطلوباً .

هل وضعته في تلك الغرفة ؟ ممتاز .. إذن دعنا الآن نعمل على القضية .

عانق الحقيقة .. الواقع .. إجعلها مخدرك الذي تدمنه

يجب (يجب ) يجب …  أن ترى الحقيقة كما هي ! . كي تبدأ من هناك .

دعني أحاول إقناعك هنا بما أقصده .

تخيل معي أنك مريض بمرض خطير قاتل ولكنه مازال في مراحله الأولى  …. ( بعيد الشر عنك وعني وعنِّك وعن كل مسلم وغير مسلم .. فهدفي هنا في هذا المثال هو أن أنقلك من مجرد النظر للفكرة من خلال الفضول والترف العقلي البعيد عن أن يلامسك  إلى الشعور الوجداني بالمشكلة كي تعيشها وتشعر بها ) ..  هل تعتقد أنه سيكون من المفيد لك أن يقدم الطبيب المعالج لك فروض الولاء والتقديس والطاعة ويخبرك بأنه اكتشف أثناء التحليل المخبري والإشعاعي أنك تمتلك خلايا من نوع خاص لم يره العلم والعالم مسبقاً .. خلايا تعجز كل الفيروسات والبكتيريا عن إقتحام غشائها .. خلايا محصنة .. مبطنة .. وبحراسة من خلايا تعاقدية من شركة بلاك ووتر .. تجعل محاولة إقتحام خلاياك .. ضرباً من خيال بل ومحاولة إنتحار مؤكدة .

عزيزي ( فرصة للكشف ) .. هل شعرت بشئ من الزهو واللذة لهذا الخيال .. لهذا الهراء .. لهذا الوهم ؟ .. إن كنت كذلك .. فابحث عن مفتاح الغرفة أين وضعته ؟. وارسل أحدهم للغرفة لينظر هل مازال إيقو(ك) هناك أم أنه قد تسلل إليك دون علمك .

ثم بعد ذلك أخبرت إختصاصي العلاقات العامة وصانع الماركة الشخصية لديك .. بأن يعمل اللازم كي يعلن ذلك للعالم .. ( مازالت نظرية الرجل العظيم تعمل فيك ولاأقول لك ) .. فإذا بجهود ذلك المطبل الكذاب .. وعصيّه وحباله تفتح أبواب السماء بأخبار منهمرة علي مواقع التواصل والمجلات والجرائد وكل شاشة أو ورقة .. وربما في أماكن غير ذلك أيضاً .

وكان .. وياللغرابة ..  أن صدق العالم ذلك .. كان أن صدق بهذا الإختراق العلمي البشري النادر .. لاحظ معي أن العالم ملئ بالعلماء والباحثين الذي أفنوا ومازلوا أعمارهم في البحث والتنقيب ولم يجدوا ماوجد طبيبك البائس ذاك .

نعم .. قد تصدق ذلك عزيزي .. والسبب هو : إيقو(ك) .. داء العظمة التي فيك .. وأيضاً لاننسى إختصاصي العلاقات العامة الذي يعمل عندك .. وماجاوره ومن جاوره من كذابين الزفة .. أملاً في الحفلات والإغداقات والهبات والترقيات .

لكن .. ماهي الحقيقة ؟.

الحقيقة هي أنك لست سوى إنسان مصاب بمرض خطير مزمن .. سينتشر في القريب العاجل ويدمر  خلاياك وينخر جسدك من الداخل حتى لايكون للعلاج والإستدراك سبيل .. ولات حين مندم .

ويبقى سؤال .. لاأقول سؤال المليون دولار .. بل أقول سؤال الموت والحياة بالنسبة لك ؟.

ماهو الأفضل :

 أن تكتشف المرض وهو في مراحله الإبتدائية فتحاربه .. أم تخسر تلك الفرصة ..  تلك المدة الزمنية الفاصلة بين الحياة والموت .. في الإحتفال بفوز لم يتحقق .. يرضي غرورك ويفني حياتك ؟.

هذا بالضبط هو الأمر في كل أمر .. إبدأ عزيزي بالحقيقة .

غيّر عتبة بابك

ولكن  .. قد تتساءل :

كيف أستطيع أن أرى الحقيقة .. وكل أعيني ( جمع عين ) مغطاة بنظارات وردية ترى الأرض الجدباء القاحلة وردية ؟ وترى الغبرة ضباباً ؟ ماذا أفعل ؟ .

انصحك بالتالي :

أنصحك بنصيحة الخليل إبراهيم عليه الصلاة والسلام لابنه :

[fn id=”4″]غير عتبة بابك .

عزيزي .. هناك قاعدة بشرية تقول : الناس تحب أن تفعل مايجلب لها ماتريده .

في أحيان كثيرة .. بل كثيرة جداً .. إن لم تكن دائمة .. لن يتغيروا عزيزي .. ولو كان الغزاة على الأبواب .. ولو كان الطيران الأمريكي في الأجواء .. ولو كان الجليد سيقضي على جيشك .. لن يتغيروا .. لقد جبلوا على ذلك .. لقد أصبحت هويتهم كذلك .. لقد أحسنوا ذلك .. لقد جلب لهم ذلك كل مايريدون ولن يتركوا ذلك .. بل سيقاتلون من أجل ذلك …

غيّرهم إن إستطعت .. وفي أغلب ظني أنك لن تستطيع .. فالمسألة أشبه ماتكون بشبكة شيطانية ذات رؤوس متعددة على طريقة ذلك المخلوق الأسطوري الذي إن قطع له رأس نبتت له 3 رؤوس مكانه ..

لكن .. مرة أخرى .. إن إستطعت ذلك .. إن إستطعت تغييرهم أو تغيير مراكز القوى فيهم .. فستكون قد أحدثت تغييراً هائلاً كبيراً سيكون له أثر فعلي قوي وكبير على الأرض . في الواقع .

تعلم كيف تتكلم لغة الحقيقة 

وسأعطيك أداة أخرى لاتكذب .. ترى بها الواقع كما هو .. هذه اللغة ليست لغة بشرية يمكن التلاعب بها بتغيير لحن القول .. من نبرة أو تقعير أو تسطيح .. بل هي لغة الحقيقة .. إنها لغة الأرقام .

الأرقام في الحقيقة هي الحقيقة .. هي صديقك الصادق الأمين .. هي رائدك الذي لايكذب .. هي التي لاتخافك فتكذب .. ولاترغب فيما عندك فتكذب .. هي كما هي . أداة حقيقة .

وسواء كنت صاحب عمل تجاري صغير .. إن كنت كذلك فأنا أعلم أن هذه في الغالب ستكون نقطة ضعف كبيرة عندك .. وأنا هنا أنصحك بأن تتعلم مهما كلفك الأمر : القوائم المالية .. بمافيها من أجزاء مثل : قائمة الدخل Income Statement و الميزانية العمومية Balance Sheet وإدارة التدفقات النقدية Cash Flow Management  .. والميزانية التشغيلية Operating Budget … وحتى إن لم تكن كذلك .. فالأرقام ستكون عينك التي لاترتدي تلك النظارات الوردية .. ( بالمناسبة
قد تجد المقالة أدناه مفيدة في حال كنت صاحب عمل تجاري أو كنت تريد أن تنشأ واحداً ) .

[post_excerpt id=”1710″]

عزيزي ..

ولأن آخر الكلام ينسي أوله كما قالت العرب ..

وسواء كنت مدير مدرسة إبتدائية أو كنت صاحب بوفيه فيها 4 عمال أو كنت المدير التنفيذي لشركة متعددة الجنسيات أو كنت أكبر من ذلك أو أصغر .. فهذا الكلام لك .

وهنا أعيد على عقلك الفكرة مرة أخرى :

إن كانت أفعالك وفرضياتك واستراتيجياتك وجهودك ونواياك .. لاتؤدي إلى تحقيق ماافترضته وأردته .. فسابق الريح وبادر بالإعتراف بينك وبين نفسك إن شئت بهذا الإختلاف .. بهذا الإرباك .. ثم قرر النظر في عيني الحقيقة كي تراها كما هي مهما كلفك ذلك من إيقو ذاتك .. أو من المحيطين بك .. أو من مواردك .. مع إستخدام مايناسب ذلك من أدوات مثل : الناصح الصادق المختص الأمين .. ونعمة الأرقام .

وبعد ذلك كله .. تنغمس بكل ماأوتيت .. في تغيير ذلك الواقع .. حسب الواقع الجديد … لعل وعسى ألا يكون القطار قد فات .. والقارب قد إقترب من منحدر الشلال القاتل .. فتنعم وينعم من يؤثر فيهم عملك وجهدك .

فنستطيع بعد ذلك أن نكسر الباب على ذلك الإيقو .. لأننا قد أضعنا المفتاح عن قصد كما تذكر .. ويكون ذلك الإيقو قد أصبح صحيحاً معافى .. فتحمله وترتديه عن استحقاق .. وعند ذاك أرجو أن تدعوني للإحتفال بك ومعك … لأنك وقتها قد غيرت عتبة بابك .. وبنيت مجدك المؤثل فعلاً .. وبنيت حياتك وعملك على أساس من الصدق والقوة .. وآمل أن تستطيع مزج ذلك بالتقوى فتكون بذلك قد حللت مشكلة عدم التوفيق أيضاً ..  وستكون بذلك قد حصلت على وصفة لاتخيب بمشيئة الله وتوفيقه .

كل التوفيق أرجوه لك .

error:

Pin It on Pinterest

Share This