قد يبدو التساؤل مستفزا ولكنها الحقيقة .. الكثير ممن يبدؤون أعمالهم التجارية يبدؤونها بهذه العقلية الفقيرة .. عقلية المرتزقة ..
في البداية ماذا تعني كلمة المرتزقة ؟ ..
المرتزقة هم مجموعة أو أفراد همهم الأول والآخير .. المال .. بلامعيار أخلاقي أو إنساني .. ميكيافيلليين .. الغاية لديهم تبرر الوسيلة وكل الوسائل لديهم شرعية .. ـ ( فكّر : مرتزقة القذافي أثناء حربه الأخيرة ضد شعبه .. مجرد مجموعة وحوش في قوالب آدمية ) ..
بكل تأكيد .. أن المرتزقة الذين أعنيهم هنا في هذا المقال أو التدوينة ليسوا بذلك السوء أو الإنحدار الإنساني أو الأخلاقي .. إنما يظلون مرتزقة بالمعني التجاري .. كيف ؟ ..
المرتزق الذي نعنيه هنا هو الشخص الذي يكون همه .. كل همه .. المال وكيفية تحصيله .. لاأقول بالوسائل غير المشروعة .. لأن من يفعل ذلك سيكون بلاشك .. تاريخا في عالم التجارة بإذن الله .. وأنا أقول هنا بإذن الله .. لأنني أرجو الله ألا يمكن لهؤلاء دخول هذا العالم .. عالم التجارة .. وإن كان هناك الكثير منهم الآن بلاشك .. وهنا أذكر مقولة خالدة للأسطورة الإداري جاك ويلش .. مدير جي إي .. مالم تكن الأمانة في عظامك فيجب ألا تنتمي لعالم التجارة ..
المقصد الأساسي من تدوينتي هذه .. مقصد تكتيكي استراتيجي عملي .. وليس أخلاقي ..
ماأقصده هنا .. هو كالتالي :
عندما تبدأ في التخطيط لتحويل فكرتك إلى عمل تجاري فيجب ألا يكون الهدف فقط المال .. لأنك في الغالب ستعاني وقتها ..
بل يجب أن يكون هناك حب . . وحبذا لو كان حبا عظيما للفكرة .. للعمل التجاري الذي تريد أن تجسده في هذا العالم .. يجب أن يكون شيئا تؤمن به على مستوى عميق .. يجب أن يكون شيئا يتناغم مع قيمك الذاتية ومع ماتؤمن به وتعتبره مهما .. عندها فقط .. ستحصل على ذلك الإصرار والصبر والقوة لمواجهة التحديات التي ستواجهك .. وهي بلاشك ستواجهك .. إلا ماشاء الله .. خاصة إذا كان العمل التجاري الذي تريد بناءه .. يعتبر عملا غير تقليدي .. أو عندما لاتملك سابق خبرة في إدارة الأعمال التجارية . .
عندها فقط ستكون هذه السمة وهذه الخاصية هي مايدعمك ويؤازرك في أوقات الصعوبات تلك .. لأنك تعمل لغاية أكثر من مادية .. أنت تعمل لشئ يمس قيمة عالية جدا عندك .. إنه شئ تحبه وتؤمن به وبقيمته وأهميته .. أقوى الدوافع على الإطلاق .. وستحصل بإذن الله على طاقة دفع قوية وجاهزية أفضل منذ البداية .
ولكن هل يعني هذا أن يبدأ الإنسان عمله بعقلية الأعمال غير الربحية ؟ بالطبع كلا .. فالمال والأرباح تحديدا هو عنوان اللعبة في الأعمال التجارية .. وهذا سيكون موضوع التدوينة القادمة .. بمشيئة الله .
أتمنى دوام التوفيق والتيسير للجميع ..
ولتحقيق فائدة أكبر من هذه التدوينة أنصح أيضاً بقراءة هذه التدوينة : الخطوة الأهم قبل بدء عملك التجاري .
ااسلام عليكم: أخي درويش أكثر ما يعجبني في كلامك عن تطوير الذات هو أخذ الأمور بموضوعية بدون وجود إتباع (أحمق) لكل ما يقال عن تطوير الذات
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. شكراً حزيلاً لك أخي العزيز .. أعتز كثيراً بكلماتك ..
عندي مبلغ بسبط من المال واريد ان اعمل مشروع صغير اشغل وقتي به وبنفس الوقت استمتع بنجاح المشروع لكن مشكلتي ولا فكرة موجودة في عقلي مل شوي تاتيني فكرة وكلها لا توجد في داخلي اندفاع لها لانه في منه مشاريع قائمة هنا المانيا المشاريع الصغيرة براسمال بسيط لا اعلم والله فكري مشغول بهذا الموضوع واريد اجد راس الهيط ماني عارفة ممكن تنةرني الله ينور عليك بالخير استاذي الفاضل
كلام رائع و مؤثر فعلا …
أستاذي أتمنى منك نصائح أكثر في هذا المجال
فخبرتك تهمني و أجزم أنها ستنير طريقي بعد توفيق
الله في مشروعي القادم بعون الله تعالى ..
جزاك الله خير الجزاء
بارك الله فيك ي أستاذنا الكريم على هذا المقال
ما فهمته من مقالكم هذا أن الإنسان قبل أن يبدأ أي مشروع في التجارة أو الحياة . يجب أن
يكون الدافع من وراره مبدأ نبيل يحركه نحو العمل و النجاح . لا أن يكون ماديا يسعى لتحقيق
الربح المادي و لو على حساب الأخرين . و أسمى مبدأ هو أن يتوجه بهذا العملو يبتغي به وجه اللهعز و جل فهو الموفق والمرتجى – قل إن صلاتي و نسكي و محياي و مماتي لله رب العالمين –
وفيك بارك الله أخ عبدالرزاق .. بالطبع هذه النقطة يجب أن تكون حاضرة ومتمثلة في ذهن الإنسان وحبذا لو كان ذلك قبل وأثناء وبعد كل عمل .. وبالإضافة إلى ذلك كنت أقصده ماأقصده من ناحية تجارية بحتة أيضاً .. فمثلا ثبتت هذه المسألة في جميع الشركات الناجحة التي تجاوز عمرها مائة عام .. أن من بناها كان يقصد أكثر من مجرد الربح .. وقد سمي ذلك بمبدأ : أكثر من مجرد الربح .. إلى قيم ومعانٍ وأهداف أخري لازمة ومتعدية النفع للآخرين والمجتمع .. وهذا النمط من التفكير نحن أولى أن نفعله في حياتنا الخاصة والعامة والعملية .. الخير المتعدي
كلمات جميلة .. وفي مكانها .. راقت لي جداً
جزيت خيراً أستاذ درويش
وإياكِ أختي الكريمة .. شكرا لك على التعليق .. أعيدي الكرة
تدوينة رائعة شكرا لك وأرجو المزيد في نفس الموضوع فأنا مقبل على عمل تجاري يهمني جدا
شكرا لك على التفاعل أخ محمد .. وبإذن الله ستكون هناك تدوينات أخرى في نفس الموضوع .. ماقبل بدأ العمل التجاري